وَسَجَدَ
كَعْبُ بْنُ مَالِكٍ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا بُشِّرَ
بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ([1]) .
******
قوله رحمه الله: «وَسَجَدَ كَعْبُ
بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَمَّا
بُشِّرَ بِتَوْبَةِ اللَّهِ عَلَيْهِ»، كذلك من الصحابة رضي الله عنهم الذين
سجدوا شكرًا لله:
أولاً: أبو بكر رضي الله
عنه.
ثانيا: علي رضي الله عنه.
ثالثًا: كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه أحد الثلاثة الذين خُلِّفُوا، تخلفوا عن غزوة تبوك من غير عذر، فلما قدم النبي صلى الله عليه وسلم، وجاء المنافقون يعتذرون إليه، جاء كعب بن مالك رضي الله عنه، فلم يعتذر، وإنما اعترف أنه لا عذر له، هو صدق مع الله عز وجل، اعترف أنه لا عذر له، أما المنافقون، فاعتذروا بأعذار كاذبة، تركهم النبي صلى الله عليه وسلم، وأما كعب بن مالك، فقال له: انتظر حتى يقضي الله فيك، فخرج من عنده، ثم أمر النبي صلى الله عليه وسلم الناس ألا يكلموه، فكان يمشي في المدينة، ولا يكلمه أحد، حتى إنه يسلم، ولا يردون السلام عليه، ثم أمره أن يعتزل زوجته، هو واثنان معه، يعني: فعلها مثل فعله، ﴿وَعَلَى ٱلثَّلَٰثَةِ ٱلَّذِينَ خُلِّفُواْ﴾ [التوبة: 118]: هلال بن أمية، ومرارة بن الربيع، وكعب بن مالك رضي الله عنهم، هؤلاء هم الثلاثة صدقوا مع الله، وصبروا على ما أصابهم من الهجر ومن الغربة؛ ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا ضَاقَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَرۡضُ بِمَا رَحُبَتۡ وَضَاقَتۡ عَلَيۡهِمۡ أَنفُسُهُمۡ وَظَنُّوٓاْ أَن لَّا مَلۡجَأَ مِنَ ٱللَّهِ إِلَّآ إِلَيۡهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيۡهِمۡ لِيَتُوبُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ
([1])أخرجه : أحمد (20/ 66- 76)، والبخاري (4418)، ومسلم (2769).