×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد أخبر أن من قتلهم، فله الأجر العظيم عند الله سبحانه وتعالى، فرجا علي رضي الله عنه أن يكون هو الذي قتلهم، ويحصل على هذا الأجر.

ولكن النبي صلى الله عليه وسلم وصف رجلاً منهم يقال له: ذا الثدية، يعني في يده مثل ثدي المرأة، وله حلمة مثل حلمة الثدي؛ أنه يكون في هؤلاء علامة عليه.

فأرسل علي رضي الله عنه من يفتش عنه في القتلى، فوجده، وجد ذا الثدية، فجاء وبشر عليًّا رضي الله عنه، فسجد علي رضي الله عنه شكرًا لله أنه حاز على الفضيلة، وهي قتل هؤلاء الخوارج. وهذا محل الشاهد من الأثر؛ أن عليًّا رضي الله عنه سجد شكرًا لله لما بلغه وجود هذا الشخص الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن وجوده مع الخوارج، فتحقق رضي الله عنه من وعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وفرح بذلك، وسجد شكرًا لله.

وانظروا ! إن المسلمين إذا انتصروا، فإنهم يشكرون الله، يشكرون الله عز وجل، ويحمدون، ويسجدون له شكرًا، لا يقيمون حفلات ومفاخرات وأعياد فيما بعد؛ عيد كذا، عيد المولد، عيد الوطن، عيد النصر، لا يقيمون هذه الأشياء، إنما يعبدون الله، ويشكرونه في هذه المناسبات، فهذه سنة المسلمين عند الانتصارات؛ أنهم يشكرون الله، ويحمدونه، ويعبدونه سبحانه وتعالى.


الشرح