الخوارج: طائفة من الغلاة،
من قراء القرآن، لكن يقرؤون القرآن، ولا يتفقهون فيه، وإلا هم يقرؤونه، ويتهجدون
به في الليل، ويصومون النهار، لكن بسبب أنه ليس عندهم فقه في دين الله - والعياذ
بالله - حصل عندهم الغلو، حتى كفروا الصحابة رضي الله عنهم، واعتزلوا الجلوس على
علمائهم والأخذ عن علمائهم، اعتزلوا علماء الصحابة رضي الله عنهم، وصاروا يتعلمون
على بعضهم من الجهال - والعياذ بالله -، تبنوا هذه الفكرة: تكفير المسلمين، هذه
واحدة.
الثانية: استحلال دماء المسلمين؛ قال صلى الله عليه وسلم مخبرًا عن الخوارج: «يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِْسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَْوْثَانِ»([1])، لم يعرف في التاريخ أن الخوارج قاتلوا الكفار أبدًا، وإنما يقاتلون المسلمين - نسأل الله العافية -، «يَقْتُلُونَ أَهْلَ الإِْسْلاَمِ وَيَدَعُونَ أَهْلَ الأَْوْثَانِ»، هذه طريقة الخوارج، وسببها: الغلو - والعياذ بالله - والجهل أيضًا، وعدم تلقي العلم عن العلماء، هذه مصيبة، عدم تلقي العلم عن العلماء يسبب هذه الكوارث - والعياذ بالله - هؤلاء هم الخوارج، خرجوا على علي بن أبي طالب رضي الله عنه الخليفة الراشد، وانحازوا في النهروان في العراق، وهم جمعٌ كثير، فأرسل إليهم علي رضي الله عنه ابن عمه عبد الله بن العباس رضي الله عنهما حبر الأمة وترجمان القرآن، أرسله إليهم يناصحهم، فناصحهم، وجادلهم، فرجع منهم خلقٌ كثير، وبقي أكثرهم على الضلال - والعياذ بالله -، فقاتلهم علي رضي الله عنه في النهروان، ونصره الله عليهم.
([1])أخرجه: البخاري (3344)، ومسلم (1064).