أَبْوَابُ: سُجُود السَّهْو
******
قوله رحمه الله: «أَبْوَابُ سُجُود السَّهْو»،
السهو: هو الذهول عن الشيء، فلا يذكره، وهو عارض يعرض لبني آدم، حتى الرسول صلى
الله عليه وسلم عرض له السهو في الصلاة؛ لأنه بشر صلى الله عليه وسلم، يعتريه ما
يعتري البشر.
وفي حصول السهو منه
صلى الله عليه وسلم في الصلاة حكمة ومصلحة للأمة؛ من أجل أن يشرع لهم ماذا يفعلون،
إذا حصل لهم سهو في الصلاة، كان صلى الله عليه وسلم ينسى ويُنسى؛ من أجل المصلحة
والبيان.
ولأنه بشرٌ يعرض له
ما يعرض للبشر؛ من النسيان، ومن المرض، ومما يعرض للإنسان من الجوع والعطش، يعرض
له ما يعرض للإنسان، إنما كان معصومًا من جهة النبوة والوحي والرسالة؛ فهو معصوم
صلى الله عليه وسلم، أما من ناحية البشرية التي لا علاقة لها بالتشريع، فإنه يعرض
له صلى الله عليه وسلم ما يعرض، وفيه مصلحة لما ذكرنا.
وفي هذا ردٌّ على
الذين يغلون في الرسول صلى الله عليه وسلم، يغلون فيه، دون أنه خارج عن طور البشرية،
حتى إنهم يعتبرونه يتصرف فيه، وأنه يجيب من دعاه واستغاث به، ولذلك يغلون في حقه
صلى الله عليه وسلم غلوًّا خارجًا عن المشروع.
وهو صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك، قال: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ فَقُولُوا: عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ»([1])، فلا يجوز الغلو في النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك الغلو في الأولياء والصالحين،
([1])أخرجه: البخاري (3445)، ومسلم (1691).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد