كل هذا من إملاء
الشيطان لبني آدم، فالرسول صلى الله عليه وسلم بشر، حتى إن من الغلاة من يقول: «إنه
ليس من بني آدم، إنه مخلوق من نور، لم يخلق مما خُلِق منه آدم، إنما هو مخلوق من
نور» ويلحقونه بالملائكة، وهذا كله نتيجة للغلو - والعياذ بالله -، ومنهم من
يقول: «أَنَّهُ لَمْ يَمُتْ»، يقولون: «لَمْ يَمُتْ»، إنه يحضر في
المناسبات؛ لأنه لم يمت، والله جل وعلا قال: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٞ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30]، وقال: ﴿وَمَا جَعَلۡنَا لِبَشَرٖ مِّن قَبۡلِكَ ٱلۡخُلۡدَۖ أَفَإِيْن مِّتَّ فَهُمُ ٱلۡخَٰلِدُونَ﴾ [الأنبياء: 34]، قال جل وعلا: ﴿كُلُّ نَفۡسٖ ذَآئِقَةُ ٱلۡمَوۡتِۗ﴾ [الأنبياء: 35]، لكن قولهم هذا بدافع الغلو
في حق الرسول صلى الله عليه وسلم.
قوله رحمه الله: «أَبْوَابُ
سُجُود السَّهْو»، سجود السهو، يعني: في الصلاة إذا عرض السهو في الصلاة، فاذا
يفعل عند ذلك؟
والسهو في الصلاة
على ثلاثة أقسام، أو أسباب سجود السهو في الصلاة ثلاثة:
1- إما نقص في الصلاة
سهوًا.
2- وإما زيادة في
الصلاة سهوًا.
3- وإما شك وتردد في
الصلاة؛ زيادة أو نقصًا.
فالسهو لا يخرج عن
هذه الأقسام الثلاثة: إما بزيادة، وإما بنقص، وإما بشك، ولكل حكمه إذا عرض للمصلي؛
كما في الأحاديث التي ذكرها المؤلف رحمه الله في هذا الباب.
الصفحة 4 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد