فَقَامَ
إلَى خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي الْمَسْجِدِ
فَاتَّكَأَ عَلَيْهَا كَأَنَّهُ غَضْبَانُ ، وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى
عَلَى الْيُسْرَى وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، وَوَضَعَ خَدَّهُ الأَْيْمَنَ
عَلَى ظَهْرِ كَفِّهِ الْيُسْرَى، وَخَرَجت السَّرَعَانُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ
، فَقَالُوا: قُصِرَتْ الصَّلاَةُ؟
******
قوله رحمه الله: «فَقَامَ إلَى
خَشَبَةٍ مَعْرُوضَةٍ فِي الْمَسْجِدِ»، يعني انصرف من مكانه الذي صلى فيه إلى
خشبة معروضة جلس عندها صلى الله عليه وسلم هذا فيه: دليل على أن الإمام إذا سلم له
أن يقوم من مكانه إلى مكان آخر.
قوله رحمه الله: «فَاتَّكَأَ
عَلَيْهَا كَأَنَّهُ غَضْبَانُ»، يعني في نفسه شيء، في نفسه شيء يظهر عليه.
قوله رحمه الله: «وَوَضَعَ يَدَهُ
الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ»، شبك بين أصابعه
مع أنه جاء النهي عن تشبيك الأصابع في الصلاة أو قبلها، أما إذا صلى فلا مانع أن
يشبك بين أصابعه فيكون النهي عن التشبيك فيما قبل الصلاة أو في حال الصلاة.
قوله رحمه الله: «وَخَرَجت
السَّرَعَانُ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ»، وخرجت السرعان من أبواب المسجد،
يعني: الناس المسرعين في الخروج خرجوا؛ لأن الرسول سلم فخرجوا، ولم ينتظروا ما سيحصل.
قوله رحمه الله: «فَقَالُوا: قُصِرَتْ الصَّلاَةُ؟»، فقالوا: قُصِرَت الصلاة؟، يعني: فهموا أن الرسول فعل هذا؛ لأنه حدث قصرٌ في الصلاة بعدما كانت أربعًا، هذا فيه دليل على الاستدلال بأفعال الرسول وأقواله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد