وَفِي الْقَوْمِ
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ ، وَفِي الْقَوْمِ رَجُلٌ يُقَالُ
لَهُ: ذُو الْيَدَيْنِ فَقَالَ: يَا
رَسُولَ اللَّهِ أَنِسيتَ أَمْ قُصِرَتْ الصَّلاَةُ؟ فَقَالَ: «لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ» .
******
قوله رحمه الله: «وَفِي الْقَوْمِ
أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَهَابَا أَنْ يُكَلِّمَاهُ»، في الحاضرين أبو بكر وعمر
رضي الله عنهما أفضل الصحابة، وأكبرهم قدرًا ومكانة، فهابا أن يكلما رسول الله؛
لأن الرسول صلى الله عليه وسلم له هيبة والمسلمون يحترمونه صلى الله عليه وسلم
يحترمونه غاية الاحترام، ففي هذا الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حيًّا
وميتًّا.
قوله رحمه الله: «وَفِي الْقَوْمِ
رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ: ذُو الْيَدَيْنِ»، يقال له: ذو اليدين، يعني: يلقب بذي اليدين؛
لأن يديه طويلتان فيلقب بهذا، واسمه: الخِرْبَاقُ.
قوله رحمه الله: «فَقَالَ: يَا رَسُولَ
اللَّهِ أَنِسيتَ أَمْ قُصِرَتْ الصَّلاَةُ؟»، هذا الرجل لم يمنعه الحياء
والهيبة من أن يسأل عن أمور دينه، فهذا الرجل عنده جراءة في أمور الدين، ليس قصده
التهاون برسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنما قصده الاستبيان من هذه الواقعة، هل
هي حكم شرعي قصرت الصلاة فعلاً أم أن الرسول نسي ولم تقصر الصلاة؟
فهذا في مقام
الاستبيان للواقع، ولم يمنع هذا الرجل احترام الرسول صلى الله عليه وسلم من أن
يسأل عن دينه، والله لا يستحي من الحق، فهذا الذي حصل من هذا الرجل أمرٌ محمود
وليس مذمومًا.
قوله رحمه الله: «فَقَالَ: «لَمْ أَنْسَ وَلَمْ تُقْصَرْ»»، لم يستحضر صلى الله عليه وسلم ما حصل منه، بني على أن الصلاة تامة، وأنها لم تقصر، وأنه أكملها، أنه أكملها صلى الله عليه وسلم هذا الذي كان في ذهنه.