وأيضًا - كما سبق - أن الرسول صلى الله عليه وسلم استشار أصحابه رضي الله عنهم فيما ينبه الناس على الاجتماع، فمنهم من قال: يستعمل البوق، ومنهم من قال يستعمل الناقوس، ومنهم من قال: توقد نار، إذا رأوها يجتمعون. إلى أن رأى عبد الله بن زيد بن عبد ربه رضي الله عنه في منامه أن ملكًا جاءه، ومعه ناقوس، فقال له: أتبيعني هذا؟ - لأنه في اليقظة حضر المحاضرة في هذا -، قال: وماذا تريد به؟ قال: أنبه به على الصلاة. قال: ألا أدلك على خير من هذا؟ قال: بلي، فعلمه الأذان، ألقى عليه الأذان، فأخبر به النبي صلى الله عليه وسلم، فأقره وأمر به، فنودي للصلاة([1]). لماذا؟ لأجل الحضور، حتى يجتمعوا لأدائها، فهذا من أدلة وجوب الجماعة مع ما جاء في الأحاديث.

---

الشرح

([1])أخرجه: أبو داود (499)، وابن ماجه (706)، وأحمد (16478).