﴿إِنَّ ٱلۡمُنَٰفِقِينَ
يُخَٰدِعُونَ ٱللَّهَ وَهُوَ خَٰدِعُهُمۡ وَإِذَا قَامُوٓاْ إِلَى ٱلصَّلَوٰةِ
قَامُواْ كُسَالَىٰ يُرَآءُونَ ٱلنَّاسَ وَلَا يَذۡكُرُونَ ٱللَّهَ إِلَّا قَلِيلٗا﴾ [النساء: 142]، وقال عنهم: ﴿وَلَا يَأۡتُونَ ٱلصَّلَوٰةَ إِلَّا وَهُمۡ كُسَالَىٰ وَلَا يُنفِقُونَ
إِلَّا وَهُمۡ كَٰرِهُونَ﴾ [التوبة: 54]. هذه صفات المنافقين، فجعل من صفاتهم: التأخر عن
صلاة الجماعة، لا سيما صلاة العشاء وصلاة الفجر، فهذا دليل على وجوبها؛ لأنهم لو
تركوا سنة، لما وصفهم بالنفاق.
وأيضًا في هذا
الحديث مما يدل على وجوبها: أن النبي صلى الله عليه وسلم همَّ بعقوبتهم، والعقوبة
لا تكون إلا على أمر واجب، وهي أشد العقوبة، وهي التحريق بالنار، يحرق عليهم
بيوتهم التي تأويهم ويختفون فيها، هذا دليل على أن بيوت المعاصي وبيوت المنكرات
تحرق إذا استدعى الأمر هذا، أوكار الفساد وأوكار النفاق تحرق، وهذا من العقوبة
بإتلاف المال، يدل على جواز العقوبة بإتلاف المال؛ لأن البيوت مال.
وفيه: دليل على أنه يجوز
لمن ينكر المنكر أن يتخلف عن صلاة الجماعة؛ لأجل إنكار المنكر؛ الرسول صلى الله
عليه وسلم همَّ بذلك، همَّ أن يخالف إلى هؤلاء الذين يتخلفون في بيوتهم عن صلاة
الجماعة، فيحرق عليهم، وينيب من يصلي عنه.
وهذا فيه دليل: على أن الإمام
يستنيب من يصلي بالناس إذا عرض له عذر، ولا يتركهم، يستنيب من يصلي عنه.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد