وَلأِحْمَدَ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «لَوْلاَ
مَا فِي الْبُيُوتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ أَقَمْتُ صَلاَةَ الْعِشَاءِ
وَأَمَرْتُ فِتْيَانِي يُحَرِّقُونَ مَا فِي الْبُيُوتِ بِالنَّارِ»([1]) .
******
فهذا الحديث من أوضح
الأدلة على وجوب صلاة الجماعة من عدة وجوه:
أولاً: أنه وصفهم بالنفاق.
ثانيًا: أنه هم أن يعاقبهم
بأشد عقوبة.
وأيضًا في هذا الحديث
- كما ذكرنا - أنه همَّ أن يتخلف عن صلاة الجماعة، همَّ أن يتخلف عن الصلاة
بالناس؛ من أجل إنكار المنكر، فدل على أن ترك الجماعة منكر يجب تغييره وإنكاره.
«لَوْلاَ مَا فِي الْبُيُوتِ مِنْ النِّسَاءِ وَالذُّرِّيَّةِ أَقَمْتُ صَلاَةَ الْعِشَاءِ وَأَمَرْتُ فِتْيَانِي يُحَرِّقُونَ مَا فِي الْبُيُوتِ بِالنَّارِ»، هذا الحديث يبين المانع الذي منع الرسول صلى الله عليه وسلم من الفعل الذي همَّ به: أنه لولا ما في البيوت من المعذورين الذين لا تجب عليهم صلاة الجماعة من النساء والذرية، لحرقها عليهم، ولذلك ساقه المصنف بعد الحديث الأول مباشرة؛ ليبين العلة التي منعت الرسول صلى الله عليه وسلم من التنفيذ، فهذا دليل على أن البريء لا يؤاخذ بجريمة غيره.
([1])أخرجه: أحمد (8796).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد