×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

عَنْ أَبِي مُوسَى رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أَعْظَمَ النَّاسِ فِي الصَّلاَةِ أَجْرًا أَبْعَدُهُمْ إلَيْهَا مَمْشًى»([1]). رَوَاهُ مُسْلِمٌ .

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «الأْبْعَدُ فَالأْبْعَدُ مِنْ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا»([2]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ .

******

تكتب آثاركم إلى المسجد النبوي، الصلاة في المسجد هذا أفضل من الدنو إلى المسجد والنزول إلى جانب المسجد.

 قوله رحمه الله: «وَالْكَثِيرِ الْجَمْعِ»، النوع الثاني من المساجد التي هي أفضل من غيرها: الأكثر جماعة، الأكثر جماعة، ما كان أكثر، فهو أحب إلى الله؛ كما في الحديث - كما يأتي.

فالأكثر جماعة - أيضًا - أفضل من الأقل جماعة، هذا في المرتبة الثانية بعد البعيد.

 «أَبْعَدُهُمْ إلَيْهَا مَمْشًى»: فدل هذا: على أن من يأتي إلى المسجد من بعيد؛ أنه أفضل ممن يأتي إليه من قريب؛ لكثرة الخطى التي يمشيها إلى المسجد.

 «الأَْبْعَدُ فَالأَْبْعَدُ مِنْ الْمَسْجِدِ أَعْظَمُ أَجْرًا»، وهذا أيضًا يدل: أنه كلما بعد المسجد، وكثرت الخطا، فهو أفضل من القريب الذي تقل فيه الخطوات إلى المسجد.

هذا الدليل: على فضل الأكثر جماعة.


الشرح

([1])أخرجه: مسلم (662).

([2])أخرجه: أحمد (15/ 327)، وأبو داود (556)، وابن ماجه (782).