×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأْدْرَعِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَضَرَتْ الصَّلاَةُ فَصَلَّى، يَعْنِي وَلَمْ أُصَلِّ ، فَقَالَ لِي: «أَلاَ صَلَّيْتَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي قَدْ صَلَيْتُ فِي الرَّحْلِ  ثُمَّ أَتَيْتُكَ، قَالَ: «فَإِذَا جِئْتَ فَصَلِّ مَعَهُمْ وَاجْعَلْهَا نَافِلَةً»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ .

  ******

قوله رحمه الله: «وَعَنْ مِحْجَنِ بْنِ الأَْدْرَعِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ، فَحَضَرَتْ الصَّلاَةُ فَصَلَّى، يَعْنِي وَلَمْ أُصَلِّ»، يعني: محجن لم يصلِّ.

 «فَقَالَ لِي: «أَلاَ صَلَّيْتَ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي قَدْ صَلَيْتُ فِي الرَّحْلِ»، يعني: في منزله، هذا في السفر.

 «قَالَ: «فَإِذَا جِئْتَ فَصَلِّ مَعَهُمْ وَاجْعَلْهَا نَافِلَةً»»، هذا مثلما سبق في الرجلين اللذين جلسا والنبي صلى الله عليه وسلم يصلي بأصحابه في مسجد الخيف في منى، فلما سلم، طلبهما، وقال: «مَا مَنَعَكُمَا أَنْ تُصَلِّيَا مَعَنَا؟» فَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّا كُنَّا قَدْ صَلَّيْنَا فِي رِحَالِنَا، قَالَ: «فَلاَ تَفْعَلاَ إذَا صَلَّيْتُمَا فِي رِحَالِكُمَا ثُمَّ أَتَيْتُمَا مَسْجِدَ جَمَاعَةٍ فَصَلِّيَا مَعَهُمْ فَإِنَّهَا لَكُمَا نَافِلَةٌ»([2]).

وهذا فيه: جمع الكلمة وعدم التفرق، ولو في الصورة، التفرق المقصود هذا حرام، لا يجوز؛ ﴿وَلَا تَفَرَّقُواْۚ [آل عمران: 103]، ولو في الصورة.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (18978).

([2])أخرجه: أبو داود (575)، والترمذي (219)، والنسائي (858)، وأحمد (17474).