×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إذَا كَانُوا ثَلاَثَةً  فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالإِْمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَمُسْلِمٌ وَالنَّسَائِيُّ .

وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ ،

******

«أَحَقُّ»: هذا دليل على أن هناك منافسة، فينظر من هو الأحق، فيقدم.

 «إذَا كَانُوا ثَلاَثَةً»: أقل الجمع ثلاثة، هذا حديث أنه ثلاثة: الإمام، واثنان خلفه، ويأتي في حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه أنه اثنان - أيضًا -، الاثنان تنعقد بهما الجماعة: واحد إمام، وواحد مأموم.

 «إذَا كَانُوا ثَلاَثَةً فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالإِْمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ»، وصلاة الفريضة تجب لها الجماعة، ولا يجوز لهم أن يصلوا متفرقين، بل يجتمعون، ويكون لهم إمام يقتدون به.

 قوله رحمه الله: «وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ»»، هذا فيه: صفات الإمام، ومن يقدم للإمامة عند المنافسة:

أولاً: يقدم «أَقْرَؤُهُمْ» لكتاب الله؛ لأن قراءة الفاتحة ركن من أركان الصلاة، و«أَقْرَؤُهُمْ» هل المراد أجودهم قراءة، أو المراد أكثرهم حفظًا للقرآن؟ يحتمل هذا وهذا، إذا اجتمعت الصفتان، هذا نور على نور، جودة القراءة وكثرة الحفظ من القرآن.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (17/ 285)، ومسلم (672)، والنسائي (782).