فَإِنْ
كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ ، فَإِنْ كَانُوا
فِي السُّنَّة سَوَاءً فَأَقَدْمُهُم هِجْرَةً ،
******
فأقرؤهم لكتاب الله
عز وجل، يعني: أجودهم قراءة لكتاب الله، لا يلحن لحنًّا يحيل المعنى، هذا يبطل
الصلاة، أو لحنًا لا يحيل المعنى، هذا - أيضًا - يخل بالصلاة، لكن لا يبطلها.
«فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ
بِالسُّنَّةِ»، إذا كانوا في القراءة سواء، كلهم يجيدون القراءة على الوجه
المطلوب، فيقدم أعلمهم بالسنة، الذي عنده قراءة وعنده علم بالسنة عنده ميزتان:
ميزة القراءة، وميزة أنه أعلم بالسنة، خلاف الذي عنده ميزة واحدة، وهي القراءة
فقط، وليس عنده علم بالسنة؛ لأن الصلاة تحتاج إلى فقه، والإمام يحتاج إلى أنه يكون
فقيهًا بأحكام صلاته، لا يكون يجهل أحكام الصلاة، ولو عرض له عارض، لا يدري كيف
يتصرف.
«فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّة سَوَاءً
فَأَقَدْمُهُم هِجْرَةً»، إذا كانوا في القراءة وفي السنة سواء، فيقدم أقدمهم
هجرة، والهجرة معروفة: هي الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام؛ فرارا بالدين،
ولها فضل عظيم.
فإذا كانوا كلهم
مهاجرين، فيقدم الأقدم في الهجرة، الذي جاء مهاجرًا قبل الآخر المنافس له؛ لأن سبق
الهجرة له فضيلة على التأخر فيها.
والهجرة - كما هو معلوم -: هي الانتقال من بلد الكفر إلى بلد الإسلام؛ فرارًا بالدين، وهذا لم ينقطع بفتح مكة، الهجرة باقية إلى أن
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد