فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ
سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِنًّا ، وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ
،
******
تقوم الساعة؛ كما
قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَنْقَطِعُ الْهِجْرَةُ حَتَّى تَنْقَطِعَ
التَّوْبَةُ، وَلاَ تَنْقَطِعُ التَّوْبَةُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ
مَغْرِبِهَا»([1])، فالهجرة إلى بلاد
الإسلام باقية.
فإذا اجتمع عندنا
قارئان فقيهان مهاجران إلى بلاد الإسلام، فيقدم السابق بالهجرة؛ لأن له فضلاً على
المتأخر فيها.
«فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً
فَأَقْدَمُهُمْ سِنًّا»، إذا تساووا في القراءة وفي الفقه وفي الهجرة، فيقدم
الأسن منهما، الأكبر منهما.
وفي رواية: «سِلْمًا»،
أقدمهم سلمًا، يعني: إسلامًا؛ دخولاً في الإسلام، فأقدمهم دخولاً في الإسلام يقدم
أقدمهم سلمًا،
والسلم هو الإسلام؟ ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ
ٱدۡخُلُواْ فِي ٱلسِّلۡمِ﴾ [البقرة: 208]، أي: الإسلام بجميع أحكامه، ولا تأخذوا بعضها،
وتتركوا البعض الآخر منه.
قوله رحمه الله: ««وَلاَ يَؤُمَّنَّ
الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ»»، يعني: هذا -أيضًا - مما يقدم: السلطان
الذي له سلطة يقدم على من ليس له سلطة، فالإمام الأعظم إمام المسلمين، ولي
الأمراء، أمراء الإمام يقدمون، إمام المسجد الراتب يقدم على غيره؛ لأن له سلطة في
ولايته.
«وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ»، يعني: في محل سلطته.
([1])أخرجه: أبو داود (2479)، والدارمي (2555)، وأحمد (16906).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد