وَعَنْ
مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ أَنَّ عِتْبَانُ بْنَ مَالِكٍ كَانَ يَؤُمُّ قَوْمَهُ وَهُوَ أَعْمَى،
وَأَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّهَا تَكُونُ الظُّلْمَةُ وَالسَّيْلُ
وَأَنَا رَجُلٌ ضَرِيرُ الْبَصَرِ، فَصَلِّ يَا رَسُولَ اللَّهِ فِي بَيْتِي
مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مُصَلًّى
******
عتبان بن مالك رضي الله عنه من أكابر الأنصار
رضي الله عنهم، وهو يسكن عند قباء، ويأتي إلى المسجد يصلي فيه، لكنه في آخر حياته
ضعف بصره أو فُقِد.
قال: «يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي قَدْ
أَنْكَرْتُ مِنْ بَصَرِي»([1])، فطلب من الرسول
صلى الله عليه وسلم أن يصلي في مكان من بيته؛ من أجل أن يصلي فيه، إذا كان له عذر
عن الذهاب إلى المسجد من سيل أو غيره، فالنبي صلى الله عليه وسلم أجاب طلبه، وطلب
منه أن يعين المكان الذي يريد أن الرسول صلى الله عليه وسلم يصلي فيه؟ ليصلي فيه،
فعين له مكانًا من البيت، فصلى فيه الرسول صلى الله عليه وسلم، فكان إذا كان له
عذر من الذهاب للمسجد يصلي في هذا المكان.
فهذا فيه: وجوب صلاة الجماعة، وأنه لا يتخلف عنها، إلا لعذر - كالسيل ونحوه، أو مرض، أو خوف -، فإنه يتخلف عن الجماعة، حتى يزول هذا العذر.
([1])أخرجه: ابن ماجه (754).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد