وَعَنْ
مُعَاذِ بْنِ رِفَاعَةَ عَنْ سُلَيْمٍ رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ أَنَّهُ أَتَى
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ مُعَاذَ بْنَ
جَبَلٍ يَأْتِينَا بَعْدَ مَا نَنَامُ وَنَكُونُ فِي أَعْمَالِنَا فِي النَّهَارِ
فَيُنَادِي بِالصَّلاَةِ فَنَخْرُجُ إلَيْهِ فَيُطَوِّلُ عَلَيْنَا، فَقَالَ رَسُولُ
اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مُعَاذُ لاَ تَكُنْ فَتَّانًا ، إمَّا أَنْ
تُصَلِّيَ مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَلَى قَوْمِكَ»([1]).
رَوَاهُ أَحْمَدُ .
******
يَا مُعَاذٍ»([2])، «إِنَّ
مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ»([3])، فأمره بألا يطيل
على من وراءه؛ لأنه روي أنه قرأ بسورة البقرة، فشق ذلك عليهم.
فالحاصل: أن هذا يدل
على صحة صلاة المفترض خلف المتنفل، لأنهم هم أهل فرض، وهو متنفل، صلاته الثانية
نافلة، صلاته مع الرسول صلى الله عليه وسلم هي الفريضة.
«فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
«يَا مُعَاذُ لاَ تَكُنْ فَتَّانًا»»، يعني: لا تسبب الفتنة.
«إمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَلَى قَوْمِكَ»، معاذ رضي الله عنه كان يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء؛ لحرصه على الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وحضور الصلاة معه، ثم يذهب، ولكن كان قومه يعملون في النهار في مزارعهم ونخيلهم، فيتعبون، ويحتاجون إلى التبكير بالنوم، فينامون، ثم يأتي، ويؤذن، ويوقظهم، وهذا يشق عليهم، وأيضًا يطيل الصلاة، فيحصل منه هاتان المسألتان:
([1])أخرجه: أحمد (20699).