المسألة الأولى: التخلف عن أول
الوقت، حتى ينام جماعته من التعب، ثم يوقظهم.
وأيضًا يطيل عليهم
الصلاة رضي الله عنه؛ لأنه يتلذذ بمناجاة ربه والقيام بين يديه.
النبي صلى الله عليه
وسلم درءًا للمشقة، ومنعًا للافتتان نهاه عن ذلك، قال: «إمَّا أَنْ تُصَلِّيَ
مَعِي»، يعني: تترك قومك يصلون لأنفسهم، «وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَلَى قَوْمِكَ»،
فهذا فيه مراعاة المأمومين، أن الإمام يراعي المأمومين، قال صلى الله عليه وسلم: «إذَا
صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمْ الضَّعِيفَ
وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ. فَإِذَا صَلَّى لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ»([1]).
فالإمام يراعي المأمومين،
ويرفق بهم، ولا يتأخر عليهم في الإقامة، بل يبادر بالصلاة، إذا اجتمعوا.
«فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «يَا مُعَاذُ لاَ تَكُنْ فَتَّانًا، إمَّا أَنْ تُصَلِّيَ مَعِي، وَإِمَّا أَنْ تُخَفِّفَ عَلَى قَوْمِكَ»»، مع أن النبي صلى الله عليه وسلم يحب معاذًا رضي الله عنه، وأخبره بذلك، وقال: «يَا مُعَاذُ، إِنِّي أُحِبُّكَ»([2])، ومع هذا عاتبه، مع هذا عاتبه في فعله مع قومه، فهذا فيه الرفق بالمصلين والتخفيف بهم، ودفع المشقة عنهم؛ لأن هذا يسبب الفتنة والانشقاق.
([1])أخرجه: البخاري (703)، ومسلم (467).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد