باب: اقْتِدَاءِ الْقَادِر عَلَى الْقِيَامِ بِالْجَالِسِ
وَأَنَّهُ يَجْلِسُ مَعَهُ
عَنْ
عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاكٌّ، فَصَلَّى جَالِسًا وَصَلَّى وَرَاءَهُ قَوْمٌ
قِيَامًا، فَأَشَارَ إلَيْهِمْ أَنْ اجْلِسُوا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ:
«إنَّمَا جُعِلَ الإْمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا
رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا»([1]) .
******
قوله رحمه الله: «باب: اقْتِدَاءِ الْقَادِر عَلَى الْقِيَامِ بِالْجَالِسِ
وَأَنَّهُ يَجْلِسُ مَعَهُ»، هذا اقتداء القائم بالجالس، هذا في حال إذا اعتل
الإمام الراتب علة يرجى زوالها، فإن الإمام يجلس، فإن بدأ الصلاة بهم جالسًا، وجب
عليهم الجلوس من أول الصلاة، وإن بدأ الصلاة بهم قائمًا، ثم اعتل، واحتاج إلى
الجلوس، فإنهم يتمون الصلاة خلفه قيامًا.
قوله رحمه الله: «عَنْ عَائِشَةَ رضي
الله عنها أَنَّهَا قَالَتْ: صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي
بَيْتِهِ وَهُوَ شَاكٌّ»، شاك، يعني: مريض.
«قَالَ: إنَّمَا جُعِلَ الإِْمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا»»، هذا محل الشاهد: إذا صلى جالسًا لعلة أو لمرض، فصلوا جلوسًا. وهذا يكون لإمام الحي، وليس لكل واحد يصلي بالناس وهو جالس، هذا لإمام الحي
([1])أخرجه: أحمد (42/ 75، 76)، والبخاري (688)، ومسلم (412).
الصفحة 1 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد