الراتب، إذا صلى
جالسًا، يصلون خلفه جلوسًا أو قيامًا -كما يأتي-، إذا كان يرجى زوال علته.
فإن النبي صلى الله
عليه وسلم سقط عن الفرس، فانفكت قدمه، أو جحشت قدمه، يعني: انجرحت، فصلى في بيته،
ولم يذهب إلى المسجد، هذا فيه عذر المرض؛ أن صلاة الجماعة لا تلزم مع المرض الذي
يشق على الإنسان، صلى في بيته.
جاء ناس يعودونه في
مرضه في بيته صلى الله عليه وسلم، حضرت الصلاة، فصف النبي صلى الله عليه وسلم؛
جالسًا، وصفوا خلفه قيامًا، فأشار إليهم: أن اجلسوا؛ لأنه بدأ الصلاة بهم جالسًا،
فلا يجوز أنهم يقيمون في هذه الحالة خلفه، فأشار إليهم أن اجلسوا، فجلسوا، وصلى
بهم، هو جالس، وهم جالسون خلفه، ثم لما سلم، بين لهم صلى الله عليه وسلم، فقال: «إنَّمَا
جُعِلَ الإْمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ»، يعني: ليقتدى به، «فَإِذَا كَبَّرَ
فَكَبِّرُوا,وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا,وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا
سَجَدَ فَاسْجُدُوا,وَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ»([1]).
«فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ»: هذا توكيد للفاعل، الضمير، «فَصَلُّوا» الواو، واو الجماعة، «فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ»، توكيد، والتوكيد من التوابع، إذا كان المتبوع مرفوعًا؛ فإن التابع يرفع، التوابع الأربعة، «فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ».
([1])أخرجه: البخاري (689)، ومسلم (411).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد