هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم حصل له هذا؛ أنه دخل في الصلاة وهو على غير طهارة ناسيًا، أو دخل فيها وهو على طهارة، ثم سبقه الحدث، فإنه لا يستمر في الصلاة، ولا يجوز له ذلك.

النبي صلى الله عليه وسلم نسي أنه عليه جنابة، وكبر يصلي بأصحابه، ثم ذكر، فأشار إليهم، قال: مكانكم، أو أشار إليهم أن اجلسوا، ثم خرج صلى الله عليه وسلم إلى بيته فاغتسل، ثم جاء، وأخبرهم عن القصة، فقال: «إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ»، هو صلى الله عليه وسلم بشر، لا يعلم الغيب، وليس ملكًا من الملائكة، إنما هو بشر من بني آدم، وبنو آدم ينسون، فالنبي صلى الله عليه وسلم نسي، هذا دليل على أنه بشر يجري عليه ما يجري على البشر، وفي هذا رد على الذين يغلون في حق النبي صلى الله عليه وسلم، ويرفعونه فوق مرتبة البشرية، هذا فيه رد عليهم.

وفيه: أن الإمام إذا دخل في الصلاة، وهو على غير طهارة ناسيًا، فإنه لا يستمر، لا يجوز له أن يستمر؛ بل يخرج إما أن يستخلف من يصلي بهم، يبدأ الصلاة من أولها، وإما أن ينتظروا حتى يتطهر، ويأتي، ويصلي بهم، المهم أنه لا يستمر في الصلاة وهو على غير طهارة يعلم هذا.

---

الشرح