عَنْ
أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَفْتَحَ
الصَّلاَةَ فَكَبَّرَ ثُمَّ أَوْمَأَ إلَيْهِمْ أَنْ مَكَانَكُمْ ، ثُمَّ دَخَلَ،
ثُمَّ خَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ
قَالَ: «إنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ وَإِنِّي كُنْت جُنُبًا»([1]) .
******
قوله رحمه الله: «عَنْ أَبِي
بَكْرَةَ رضي الله عنه »، أبو بكرة: هو نفيع بن الحارث رضي الله عنه، كان من
مماليك الطائف، مملوك، فلما حاصر النبي صلى الله عليه وسلم الطائف، خرج أبو بكرة،
تسور السور، وخرج إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وتدلى ببكرة، ولذلك سُمِي أبا
بكرة رضي الله عنه.
والبكرة: هي الآلة التي
يستقى بها الماء من البئر، أو تستعمل في رفع الأشياء، التي يسمونها العوام «المحالة».
فهو دلى نفسه ببكرة
من السور رضي الله عنه، وجاء مسلمًا، وبايع الرسول صلى الله عليه وسلم، فسمي أبا
بكرة رضي الله عنه.
روى هذا الحديث: أن
النبي صلى الله عليه وسلم دخل في الصلاة، كبر تكبيرة الإحرام، ثم ذكر أنه على غير
طهارة، فانصرف، وأمرهم أن ينتظروه، فاغتسل، وعاد يقطر رأسه من الماء، وصلى بهم.
قوله رحمه الله: «عَنْ أَبِي بَكْرَةَ
رضي الله عنه: «أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اسْتَفْتَحَ الصَّلاَةَ
فَكَبَّرَ ثُمَّ أَوْمَأَ إلَيْهِمْ أَنْ مَكَانَكُمْ»»، يعني: الزموا مكانكم،
«مَكَانَكُمْ»: منصوب، على أنه منصوب بفعل مقدر.
«مَكَانَكُمْ» أي: الزموا مكانكم.
«ثُمَّ دَخَلَ، ثُمَّ خَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَصَلَّى بِهِمْ، فَلَمَّا قَضَى
([1])أخرجه: أبو داود (234)، وأحمد (20420).