عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صلى الله عليه وسلم:
«وَسِّطُوا الإْمَامَ ، وَسُدُّوا الْخَلَلَ»([1]).
رَوَاهُ أَبُو دَاوُد .
******
لا يصلحون للاستخلاف، فيكونون في جناحي الصف،
ولا يكونون في وسط الصف.
وهذا فيه: الحث على أن أهل
العقول وأهل العلم يتقدمون، ويكونون في وسط الصف، ليس معناه أنه يتأخر، ثم إذا جاء
يؤخر الناس، ويقول: أنا أولى منكم، لا، لا يؤخرهم، الذين جاءوا قبله هم أحق، ولكن
هذا يؤكد عليهم أن يتقدموا، ويأخذوا مكانهم.
«وَسِّطُوا الإِْمَامَ»، يعني: اجعلوه
محاذيا لوسط الصف.
«وَسُدُّوا الْخَلَلَ»، هذا من آداب
الصفوف - أيضًا -؛ أنها إذا كان فيها خلل أو انفراد أنه تسد الفرجة، ولا تترك
للشيطان، بل يكون المصلون متراصين، ليس بينهم فرج ينفذ منها الشيطان، ويشوش عليهم
في صلاتهم.
فهذا فيه: أدبان من آداب صلاة
الجماعة: أن الإمام يكون محاذيًا لوسط الصف، وأن الصفوف تتراص، ولا يكون فيها خلل
فيما بينها.
وهذا فيه: من آداب الصفوف - أيضًا - أنهم يسوون الصف، فلا يكون فيهم متقدم ومتأخر، بل يكون الصف متساويًا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم قال: «وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ»، «لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ عز وجل بَيْنَ وُجُوهِكُمْ»([2]).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد