وَعَنْ أَبِي مَسْعُود الأْنْصَارِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاَةِ  وَيَقُولُ: «اسْتَوُوا وَلاَ تَخْتَلِفُوا فَتَخْتَلِفَ قُلُوبُكُمْ، لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الأْحْلاَمِ وَالنُّهَى ،

******

فينبغي العناية بالصف وتعديله، وذلك بمحاذاة المناكب والأكعب، هذا هو المقياس الذي يعتدل به الصف: أن تتحاذى المناكب والأكعب، فيكون الصف معتدلاً بهذا الميزان.

وفيه: أنه كما سبق؛ أن الذين يلون الإمام يكونون من الصفوة في العلم والعقل، وأن الأطفال والجهال لا يكونون خلف الإمام، وهذا - كما ذكرنا - يؤكد على أهل العلم وأهل الأحلام والنُّهى أن يبكروا، ويأخذوا مصافهم، أما أنه آخر من يأتي هو طالب العلم - والله - هذه مصيبة، آخر من يأتي طالب العلم، ويكون في طرف الصف، أو أنه فاته بعض الصلاة، هذه مصيبة، لا يصلح لطالب العلم أن يكون كذلك، يكون قدوة في التبكير والرغبة في الخير.

 «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ مَنَاكِبَنَا فِي الصَّلاَةِ»، يعني: يحاذيها.

وفي هذا - أيضًا -: أن الإمام يتكلم، ويقول للجماعة: استووا، اعتدلوا، سووا صفوفكم، سدوا الفرج، يتكلم بهذا.

 «لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ أُولُو الأَْحْلاَمِ وَالنُّهَى»، وهذا عرفناه.

---

الشرح