×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ ، فَأَخَذَ بِيَدِي فَجَرَّنِي حَتَّى جَعَلَنِي حِذَاءَهُ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ .

******

ابن عباس رضي الله عنهما كان طفلاً صغيرًا، وزار خالته أم المؤمنين ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها، زارها، وبات عندها؛ لأنه طفل صغير، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل كعادته صلى الله عليه وسلم، فابن عباس رضي الله عنهما - هذا الطفل الصغير - قام وتوضأ، وصلى مع الرسول صلى الله عليه وسلم، لكنه وقف عن يساره، فأداره النبي صلى الله عليه وسلم من وراء ظهره، وأقامه عن يمينه.

فهذا فيه: دليل على أن موقف المأموم الواحد يكون عن يمين الإمام، ولا يكون خلفه، وإنما يكون عن يمين الإمام في النافلة وفي الفريضة.

 وفيه: دليل على أن الحركة في الصلاة للحاجة لا بأس بها؛ النبي صلى الله عليه وسلم تحرك، وأخذ الغلام من عن يساره، وأداره إلى يمينه، هذه حركة للحاجة، فلا بأس بذلك.

قوله رحمه الله: «باب: الْحَثّ عَلَى تَسْوِيَة الصُّفُوف وَرَصّهَا وَسَدّ خَلَلهَا»، هذا الباب فيه: بيان آداب الصفوف خلف الإمام، فالصفوف والعناية بها لها أهمية:

أولاً: أن تعدل الصفوف؛ لا يكون فيها ميلان؛ هذا متقدم، وهذا متأخر، هذا لا يجوز، وفيه وعيد شديد - كما يأتي.


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (3060).