×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

ولا يجذب أحدًا من الصف؛ لأنه - وإن ورد في حديث، لكنه حديث لا تقوم به حجة -؛ لأنه إذا جذب أحدًا، فقد فوت الفضيلة على المجذوب، وربما أن المجذوب لا يرضى بذلك - أيضًا -، وأيضًا يحدث فرجة في الصف، فلا يجتذب أحدًا.

فالجمهور على أنه لا يصلي وحده، ينتظر، إن جاء واحد يصلي معه، وإلا إذا سلم الإمام، يصلي وحده؛ لأنه معذور.

بعض المحققين - كشيخ الإسلام ابن تيمية - يقولون: لا، يصلي خلف الصف؛ لأن هذه حالة ضرورة، والمصافَّة واجبة، والواجب يسقط بالعجز، وهذا عجز عن المُصافَّة، فيصح أنه يصلي وحده خلف الصف، إذا لم يحصل على أحد يقوم معه.

هذا اختيار شيخ الإسلام تقي الدين، ولكن الجمهور والذي تقوم عليه الأدلة خلاف هذا القول.

الذين يرون أنه تصح صلاة الفرد خلف الصف يستدلون بقصة أبي بكرة رضي الله عنه هذه؛ حيث إن الرسول صلى الله عليه وسلم صحح أول صلاته، وهو فذ.

وأما قوله: «وَلاَ تَعُدْ»، قالوا: فالحديث مروي «وَلاَ تُعِدْ» بكسر العين، بعضهم يرويه: «وَلاَ تُعِدْ»، ولكن الرواية المعروفة والمتفق عليها: «وَلاَ تَعُدْ»؛ «زَادَك اللَّهُ حِرْصًا وَلاَ تَعُدْ».

«وَلاَ تَعُدْ»، يعني: لا تعد إلى مثل هذا الفعل، فيكون هذا أمرا استثنائيًّا، فعله عن اجتهاد منه، وأيضًا لم يستمر خلف الصف وحده، بل دخل في الصف.


الشرح