×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

فَقَالَ: «زَادَك اللَّهُ حِرْصًا وَلاَ تَعُدْ»([1]). رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيُّ .

******

فأبو بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه فعل هذا، ولم يأمره النبي صلى الله عليه وسلم بالإعادة حينما جاء والنبي صلى الله عليه وسلم راكع، فكبر، أو ركع، ثم دب ودخل في الصف، فلما سلم النبي صلى الله عليه وسلم، سأل: من الذي فعل هذا؟ قال أبو بكرة رضي الله عنه: أنا. فقال له صلى الله عليه وسلم: «زَادَك اللَّهُ حِرْصًا»؛ لأنه لم يفعل هذا إلا من أجل الحرص على إدراك الركعة.

 «زَادَك اللَّهُ حِرْصًا وَلاَ تَعُدْ»: لا تعد لمثل هذا؛ بأن تركع خلف الصف، ثم تدب، وتدخل في الصف، بل ادخل في الصف، وكبر حينما تنتهي إلى الصف، كبر حينما تقف في الصف، ولا تبادر قبل الصف، فنهاه عن ذلك، قال: «وَلاَ تَعُدْ»، فهذا دليل: على أنه لا يكبر حتى يصل إلى الصف، لكن لو فعل، لم تبطل صلاته؛ لأنه استدرك، ودخل في الصف قبل رفع الإمام رأسه من الركعة، هذا الذي حصل من أبي بكرة رضي الله عنه، وأقره النبي صلى الله عليه وسلم.

وإنما الممنوع أن يأتي بركعة كاملة، ليس معه أحد، فحينئذ تبطل صلاته، أما لو أنه كبر وحده خلف الصف، ثم جاء آخر، وانضم إليه قبل الركوع، فلا بأس بذلك؛ لأنه زالت فذوذيته، لكن لو أن المصلي جاء، ولم يجد فرجة في الصف، ليس في الصف فرجة، ماذا يعمل؟ هل يصلي وحده خلف الصف للضرورة، أو يجتذب معه واحدًا من الصف؛ ليكون معه، أو ينتظر حتى يأتي أحد، فإن لم يأت أحد، وسلم الإمام، تكون قد فاتته الصلاة؟ الجمهور على أنه لا يصلي وحده،


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (34/ 110)، والبخاري (783)، وأبو داود (683)، والنسائي (871).