×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمُقَامَ الْوَاحِدَ كَإِيطَانِ الْبَعِيرِ»([1]). رَوَاهُ الْخَمْسَة إلاَّ التِّرْمِذِيَّ .

  ******

«وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمُقَامَ الْوَاحِدَ كَإِيطَانِ الْبَعِيرِ»، كذلك نُهينا عن التشبه بالبعير، فنحن منهيون عن التشبه بالبهائم، لا سيما في الصلاة، ومن ذلك: أن الإنسان يتخذ مكانًا يصلي فيه دائمًا الفريضة والنافلة من المسجد، هذا يكون كإيطان البعير، وإيطان البعير: هو المكان الذي يبرك فيه.

فنهى في الصلاة عن هذه الأمور:

الأولى: أن يخففها، ويجعلها كنقر الغراب خفيفة في ركوعها وسجودها؛ لأن الطمأنينة ركن من أركان الصلاة، والطمأنينة هي السكون في أداء الصلاة في ركوعها وسجودها، فمن لم يطمئن، فقد ترك ركنًا من أركان الصلاة، ولا تصح صلاته؛ بدليل حديث المسيء في صلاته الذي جاء والنبي صلى الله عليه وسلم جالس، فصلى، ثم جاء سلم على النبي صلى الله عليه وسلم، رد عليه السلام، ثم قال له: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ»، رجع الرجل، وسلم، ثم جاء، وسلم، فرد عليه السلام، ثم قال له: «فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ»، رجع الرجل، وصلى للمرة الثالثة، ثم جاء، وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، رد عليه السلام، قال له: «فَارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ»، فقال الرجل: «وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ نَبِيًّا، مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، فَعَلِّمْنِي»، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَاسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ، وَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ


الشرح

([1])أخرجه: أحمد (۲4/ ۲۹4)، وأبو داود (۸6۲)، والنسائي (۱۱۱۲)، وابن ماجه (۱4۲۹).