×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

مَعَك مِنَ القرآن، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا»([1]). إلى آخر الحديث.

فدل على: أن الرجل ترك الطمأنينة في القيام والركوع والسجود؛ ولذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لَمْ تُصَلِّ».

دل على: أن من ترك الطمأنينة، فإنها لا تصح صلاته، وهذا ما يؤكده الحديث في هذا الباب: «نَقْرَةِ الْغُرَابِ»، الغراب طائر معروف، وهو يسرع النقر في الأرض أو على الشيء، فلا يتشبه الإنسان بهذا الطائر.

«وَافْتِرَاشِ السَّبُعِ»، والصفة الثانية: افتراش الذراعين في حال السجود على الأرض كافتراش السبع أو الكلب، بل يرفع ذراعيه عن الأرض، وإنما يضع على الأرض باطن كفيه وجبهته وأنفه، وأما الذراعان، فيرفعهما عن الأرض؛ لأن السبع والكلب من عادته أنه يفرش ذراعيه على الأرض، إذا انبطح؛ كما قال جل وعلا: ﴿وَكَلۡبُهُم بَٰسِطٞ ذِرَاعَيۡهِ بِٱلۡوَصِيدِۚ [الكهف: 18]، هذه عادة الكلب والسبع، ونحن نهينا أن نتشبه بالبهائم في صلاتنا.

«وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمُقَامَ الْوَاحِدَ كَإِيطَانِ الْبَعِيرِ»، وهذه الصفة الثالثة: أن يتخذ الإنسان مكانًا في المسجد لا يصلي إلا فيه الفريضة والنافلة، وهذا يشبه البعير الذي يتخذ مكانا يوطن فيه، يعني: يبرك فيه، ونحن نُهينا عن التشبه بالبهائم في الصلاة، والمطلوب أن الإنسان يصلي في أي مكان يتيسر له من المسجد، ولا يتخذ مكانا معينا لا يصلي إلا


الشرح

([1])أخرجه: البخاري (757)، ومسلم (397).