×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

فيه، سواء الفريضة أو النافلة، أو الفريضة والنافلة؛ وذلك لأن الإكثار من الصلاة في البقاع أفضل من الصلاة في بقعة واحدة يلازمها؛ لأن البقاع تشهد للمسلم يوم القيامة فيها فعل عليها من الطاعة؛ قال تعالى: ﴿يَوۡمَئِذٖ تُحَدِّثُ أَخۡبَارَهَا [الزلزلة: 4] الأرض يعني، الأرض تحدث أخبارها يوم القيامة عما فعله الإنسان على ظهرها من خير أو شر، تشهد عليه بذلك.

قال تعالى في الكفار: ﴿فَمَا بَكَتۡ عَلَيۡهِمُ ٱلسَّمَآءُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَا كَانُواْ مُنظَرِينَ [الدخان: 29]، قيل في تفسير الآية: لأن الأرض تشهد للمؤمن إذا عبد الله عليها، وتبكي إذا مات وفقدته، والسماء ترفع إليها أعمال المؤمن ما دام حيًّا، فإذا مات، لم يرفع له عمل، فتبكي عليه السماء، وهذا البكاء بكاء كل شيء بحسبه، بكاء كل شيء بحسبه.

والشاهد من الحديث: أن الإنسان لا يلازم بقعة لا يصلي إلا فيها، هذا مكروه، ليس محرما، ولكنه مكروه؛ لأنه يفقد كثرة البقاع التي تشهد له يوم القيامة.

«وَأَنْ يُوَطِّنَ الرَّجُلُ الْمُقَامَ الْوَاحِدَ كَإِيطَانِ الْبَعِيرِ»، وهذا محل الشاهد من الحديث.

قوله رحمه الله: «قُلْتُ: وَهَذَا مَحْمُول عَلَى النَّفَل»، «قُلْتُ»، يعني: المصنف، كلام المصنف المجد رحمه الله.


الشرح