×
الاختصار في التعليق على منتقى الأخبار الجزء الثالث

 النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي عند الأسطوانة، هذا في الروضة الشريفة التي بين بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومنبره روضة من رياض الجنة([1])، يستحب الصلاة فيها فريضة ونافلة، كان صلى الله عليه وسلم يصلي عند الأسطوانة، يعني: العمود، الأسطوانة هي العمود التي عند المصحف، أو عند صندوق المصحف؛ كان يوضع المصحف في هذا المكان، فسميت أسطوانة المصحف.

والمؤلف رحمه الله: بين أن هذا في النوافل؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم معلوم أنه كان يصلي الفريضة في قبلة المسجد أمام الناس في محراب المسجد، محراب المسجد الذي كان يصلي فيه الفريضة، ويؤم الناس فيه.

وفي عهد عثمان رضي الله عنه أراد أن يوسع المسجد من الأمام، فنقل المحراب إلى التوسعة، نقل المحراب الذي يصلي فيه الأئمة إلى التوسعة، قبلة التوسعة وبقي مكان محراب الرسول صلى الله عليه وسلم في مكانه في الروضة، محراب النبي صلى الله عليه وسلم في الروضة باق.

والحاصل: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي فيه عند الأسطوانة صلاة النافلة، فدل على أن نهيه عن الإيطان إنما هو في الفريضة، وهذا لغير الإمام.

الإمام لا شك أنه لا بد أن يصلي في مكان الإمام المخصص، لكن المأموم لا يتخذ مكانًا لا يصلي الفريضة والنافلة إلا فيه، وهذا من باب الاستحباب، لا من باب التحريم، وملازمة المكان من باب الكراهة كراهة التنزيه، وليس هو من باب التحريم، فالنهي، قوله: «نَهَى» يراد به نهي التنزيه والكراهية.


الشرح

([1])كما جاء في الحديث الذي أخرجه: البخاري (115)، ومسلم (1390).