وَعَنْ
سَلَمَةَ بْنِ الأَْكْوَعِ رضي الله عنه: «أَنَّهُ كَانَ يَتَحَرَّى الصَّلاَةَ عِنْدَ
الأُْسْطُوَانَةِ الَّتِي عِنْدَ الْمُصْحَفِ، وَقَالَ: رَأَيْتُ النَّبيِّ صلى
الله عليه وسلم يَتَحَرَّى الصَّلاَةَ عِنْدَهَا»([1]).
مُتَّفَق عَلَيْهِ.
وَلِمُسْلِمٍ:
«أَنَّ سَلَمَةَ كَانَ يَتَحَرَّى مَوْضِعَ الْمُصْحَف يُسَبِّح فِيهِ ، وَذَكَر
أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَحَرَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ»([2]) .
قُلْتُ:
وَهَذَا مَحْمُول عَلَى النَّفَل، وَيُحْمَل النَّهْي عَلَى مَنْ لاَزَمَ
مُطْلَقًا لِلْفَرْضِ وَالنَّفَل .
******
قوله رحمه الله: «وَلِمُسْلِمٍ أَنَّ
سَلَمَةَ كَانَ يَتَحَرَّى مَوْضِعَ الْمُصْحَف يُسَبِّح فِيهِ»، يسبح فيه،
يعني: يصلي فيه؛ لأن الصلاة تسمى تسبيحًا؛ ﴿فَسُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ حِينَ تُمۡسُونَ وَحِينَ تُصۡبِحُونَ﴾ [الروم: 17]، يعني: صلوا حين
تمسون وحين تصبحون.
«وَذَكَر أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه
وسلم كَانَ يَتَحَرَّى ذَلِكَ الْمَكَانَ»، وكان مكان الأسطوانة يعني.
قوله رحمه الله: «قُلْتُ: وَهَذَا مَحْمُول
عَلَى النَّفَل، وَيُحْمَل النَّهْي عَلَى مَنْ لاَزَمَ مُطْلَقًا لِلْفَرْضِ
وَالنَّفَل»، أما من تحرى المكان الفاضل، وصلى فيه، فإنه لا يشمله النهي؛ كما
كانوا يتحرون الصلاة عند هذه الأسطوانة، لكن المكان الذي لم يثبت له فضيلة على
غيره، فلا يلازم.
***
([1])أخرجه: أحمد (۲۷/ 44)، والبخاري (502)، ومسلم (50).
الصفحة 6 / 435
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد