ولا
يُرَى لله راكعًا ولا سَاجِدًا، ولا يَعرِف السُّنَّةَ ولا الكِتابَ، ولا يَهابُ
البَعْثَ ولا الحِسَابَ.
فوَجَبَ عَلَيَّ
أن أُنكِر ما أَوجَبَ اللهُ إِنْكَارَه، ولا أكون من الَّذِينَ يَكتُمون ما
أَوجَبَ اللهُ إظهارَهُ.
****
انْظُر إِلَى الشَّيْطَان كيف يتلاعب ببني
آدَم؛ فهؤلاء محفوظ عَنْهُم أَنَّهُم لا يُشَاهدون فِي المَسَاجِد ولا يَحضرونها،
بل ربما يبولون فِيهَا؛ لأن الشَّيْطَان يأمرهم بِهَذَا، فيعتقدون فِيهِم أَنَّهُم
أولياء لله وهم أولياء للشيطان، وَهُنَاكَ قصص فِي هَذَا ذكرت فِي «الفُرْقَان بَين أولياء الرَّحْمَن وأولياء
الشَّيْطَان» لشيخ الإِسْلاَم ابْن تيمية رحمه الله، ولابن القيم فِي «إغاثة اللهفان من مصائد الشَّيْطَان».
قَوْله:
«ولا يُرَى لله راكعًا ولا سَاجِدًا»،
لأنه - بزعمه - لا يَحتاج إِلَى الصَّلاَة ولا إِلَى الرُّكُوع ولا إِلَى
السُّجُود، ولا يَحتاج إِلَى الذَّهَاب إِلَى المَسَاجِد؛ لأنه وَصَلَ إِلَى الله،
يَقُولُونَ: هُوَ لا يصلي معنا لأنه راحلٌ إِلَى مَكَّة، يصلي فِي الحرم، وَهُوَ
نائم فِي بَيْته؛ لأن الكرامة تَحمله ويذهب بلا سَيَّارَة وبلا طائرةٍ وبلا أي
شَيْء، يَرُوح ويأتي فِي لحظاتٍ!
قَوْله: «ولا يَعرف السُّنةَ ولا الكتابَ»، السُّنَّة: هِيَ طَرِيقَة الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، والكِتاب هُوَ القُرْآن، فَهُوَ لَيْسَ بِحَاجَة إِلَيْهِمَا، لستُ بِحَاجَة إِلَيْهِمَا، هَذِهِ للعوام، الَّذِينَ لم يَصِلِوا وَلَمْ يَعرِفوا؛ وَلِذَلِكَ يُسَمُّونَهُ العارف بالله!
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد