×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

وَلَكِنَّهُم غلوا فِي عَلِيّ رضي الله عنه، واعتقدوا فيه ما يَعتقد القبوريُّون وَأَشْبَاههم، فعاقبهم، عُقُوبَة لم يُعاقب بها أحدًا من العُصَاة، فإنَّه حفر لَهُم الحفائر، وأججَّ لَهُم نارًا، وألقاهم فِيهَا وَقَالَ:

لمَّا رأيتُ الأَمْر أَمْرًا منكرًا **** أجّجت ناري ودعوتُ قنْبرًا

... وَقَالَ الشَّاعِر فِي عصره:

لِتَرْم بي المنيَّة حَيْثُ شاءت **** إِذَا لَمْ ترم بي فِي الحُفرتَين

إِذا ما أجَّجوا فيهنَّ نارًا **** رأيت الموت نقدًا غير دَيْن

 وَالقِصَّة فِي «فتح البَارِي»...

****

  قَوْله: «وَلَكِنَّهُم غلوا فِي عَلِيّ رضي الله عنه »؛ غلوا فِي عَلِيّ رضي الله عنه حَتَّى اعتقدوا فيه الإِلَهِيَّة.

قَوْله: «واعتقدوا فيه ما يَعتقد القبوريُّون وَأَشْبَاههم»؛ أي: اعتقدوا فيه ما اعتقده القبوريون الَّذِينَ نَحْنُ بصدد الرَّدّ عَلَيْهِمْ، وَمَعَ هَذَا قتلهم عَلِيّ رضي الله عنه شر قتلة، وَكَانَ ابْن عَبَّاس يَقُول: لو أن الأَمْر لي لقتلتهم بالسيف وَلَمْ أقتلهم بالنار؛ لأنه لا يعذب بالنار إلاَّ الله سبحانه وتعالى؛ فَهُوَ وافق عليًّا فِي قتلهم.

وَقَوْله عَلِيّ رضي الله عنه:

لمَّا رأيتُ الأَمْر أَمْرًا منكرًا **** أجّجت ناري ودعوتُ قنْبرًا

 قنبر: من رِجَال عَلِيّ، أمره أن يحرقهم، فأحرقهم. هَذَا عَلِيّ بْن أبي طالب أمير المؤمنين، رابع الخُلَفَاء، أحْرق هَؤُلاَءِ الَّذِينَ غلوا فيه، فَكَيْفَ بالذين يغلون فِي القبور، ويعبدونها من دون الله؟


الشرح