فاعلم
أن هَا هُنَا أصولاً هِيَ من قَوَاعِد الدّين، ومن أهَمِّ ما تجب معرفته عَلَى
الموحِّدِين:
·
الأَصْل الأَوَّل:
أنه قَد عُلم من
ضَرُورَة الدِّين أن كل ما فِي القُرْآن فَهُوَ حَقٌّ لا بَاطِلٌ، وصِدقٌ لا
كَذِبٌ، وَهُدًى لا ضَلاَلَةٌ، وعِلمٌ لا جَهَالَةٌ، ويقينٌ لا شَكَّ فيه.
****
قَوْله:
«ولا يَهاب البَعْثَ ولا الحِسَابَ»؛
أي: لا يؤمِن بِالبَعْثِ ولا الحِسَاب، ولا يُراقِب اللهَ عز وجل.
قَوْله:
«فَوَجَبَ عَلَيَّ أن أُنكِرَ ما أَوْجَبَ
اللهُ إِنْكَارَه، ولا أكون من الَّذِينَ يَكتُمون ما أَوجَبَ اللهُ إظهارَه»؛
قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ
يَكۡتُمُونَ مَآ أَنزَلۡنَا مِنَ ٱلۡبَيِّنَٰتِ وَٱلۡهُدَىٰ مِنۢ بَعۡدِ مَا بَيَّنَّٰهُ
لِلنَّاسِ فِي ٱلۡكِتَٰبِ أُوْلَٰٓئِكَ يَلۡعَنُهُمُ ٱللَّهُ وَيَلۡعَنُهُمُ ٱللَّٰعِنُونَ
١٥٩إِلَّا ٱلَّذِينَ تَابُواْ وَأَصۡلَحُواْ وَبَيَّنُواْ فَأُوْلَٰٓئِكَ أَتُوبُ عَلَيۡهِمۡ
وَأَنَا ٱلتَّوَّابُ ٱلرَّحِيمُ ١٦٠﴾
[البقرة: 159- 160] ﴿وَإِذۡ
أَخَذَ ٱللَّهُ مِيثَٰقَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ لَتُبَيِّنُنَّهُۥ
لِلنَّاسِ وَلَا تَكۡتُمُونَهُۥ فَنَبَذُوهُ وَرَآءَ ظُهُورِهِمۡ وَٱشۡتَرَوۡاْ
بِهِۦ ثَمَنٗا قَلِيلٗاۖ فَبِئۡسَ مَا يَشۡتَرُونَ﴾
[آلَ عِمْرَانَ: 187]، فالواجب عَلَى العَالِم أن لا ينام ويَسكت ويَتغافل، بل
الوَاجِب أن يَقُومَ لله عز وجل بما أَوجَبَه الله عَلَيْهِ وَلاَ سِيَّمَا إِذا
كَثُرَ الشِّرْك والمنكَرات.
هَذِهِ
الأُصُول الَّتِي ذَكَرَهَا المُؤَلِّفُ رحمه الله هِيَ القواعد الَّتِي تُبنَى
عَلَيْهَا عَقِيدَة التَّوْحِيد؛ فَلْيُتَنَبَّهْ لها.
قَوْله:
«وَالأَصْل الأَوَّل...» أن نَعلم ونَعتقد
أن كل ما فِي القُرْآن فَهُوَ حَقٌّ لا ضَلاَلَة، وعِلم لا جَهَالَة، وَهَذَا فيه
رَدٌّ عَلَى الَّذِينَ يُشكِّكون
الصفحة 1 / 231