ولا يَخفى عَلَى أَحَد يتأهَّل لِلنَّظَر، ويعرفُ
بَارِقَة مِن عِلم الكتاب والسُّنَّة والأثر أنَّ سكوتَ العَالم أو العَالم عَلَى
وقوع مُنكر لَيْسَ دَلِيلاً عَلَى جَوَاز ذَلِكَ الْمُنْكَر.
ولنضْرِبْ لك
مثلاً مِن ذَلِكَ؛
****
والآن لَيْسَ لَهُم ذكر، ومؤلفاتهم بائرة لَيْسَ
لها قيمة عِنْدَ النَّاس، وكتب شَيْخ الإِسْلاَم يتبادر أهل الخَيْر إِلَى طباعتها
وتوزيعها.
قَوْله:
«فيَظنُّ العَامَّة أنَّ هَذَا دينُ
الإِسْلاَم، وأنَّه رأسُ الدّين والسَّنَام»؛ فالعامة لا يعلمون شَيْئًا،
وَإِنَّمَا وجدوا النَّاس عَلَى هَذَا وفيهم عُلَمَاء الضَّلاَل فظنوا أن هَذَا
دين الإِسْلاَم. ويقولون: أن التمسّح بالقبور من محبة الصالحين، وَالَّذِي يُنْكر
عَلَيْهِمْ يَقُولُونَ لَهُ: أَنْت تبغض الصَّالِحِينَ، فالذي لا يعبدهم عِنْدَهُم
فَهُوَ يبغضهم!
قَوْله:
«أنَّ سكوتَ العَالم أو العَالم عَلَى
وقوع مُنكر لَيْسَ دَلِيلاً عَلَى جَوَاز ذَلِكَ الْمُنْكَر»؛ فالسكوت لَيْسَ
دَلِيلاً، فقد يَكُون الساكت لَهُ عذره، فَلاَ يعتبر سُكُوته دَلِيلاً عَلَى
جَوَاز الشَّيْء الَّذِي سكت عَنْهُ، فقد يَكُون لا يستطيع أن يُنْكر، لا يستطيع
أن يُبين لِلنَّاسِ، أو لَيْسَت عِنْدَهُ الشَّجَاعَة، فَلَيْسَ كل النَّاس
عِنْدَهُم شجاعة وثبات مثلما كَانَ لشيخ الإِسْلاَم ابْن تيمية رحمه الله، وشيخ
الإِسْلاَم ابْن عبد الوهاب رحمه الله من المَوَاقِف الصَّلْبَة أمام هَؤُلاَءِ
حَتَّى أظهرهم الله ونفع بعلمهم؛ فَلَيْسَ كل النَّاس يملك الشَّجَاعَة، ولو كَانَ
من الأَخْيَار وذا علم.
قَوْله: «لَيْسَ دَلِيلاً عَلَى جَوَاز ذَلِكَ الْمُنْكَر» فقد يَكُون الساكت معذورًا، وَقَد يَكُون جبانًا، وَأَمَّا أنه يسكت وَهُوَ يقدر عَلَى الإِنْكَار فَهَذَا
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد