يَقُولُونَ: أنتم تقولون:
إن الاستغاثة بالأموات شرك، وَالنَّاس يَوْم القِيَامَة يستغيثون بأولي العَزْم من
الرُّسُل إِذا طال عَلَيْهِمْ المَوْقِف فِي المحشر، فيبدؤون بِآدَمَ، ثُمَّ بنوح،
ثُمَّ بِإِبْرَاهِيمَ، ثُمَّ بموسى، ثُمَّ بعيسى، ثُمَّ بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه
وسلم، فلو كَانَت الاستغاثة بالمخلوق شركًا لما فعلها النَّاس يَوْم القِيَامَة.
والجواب
عَن هَذَا: إن هَذَا تلبيس؛ فَإِنَّنَا نَقُول: إن الاستغاثة
بالحي فِيمَا يقدر عَلَيْهِ لَيْسَت بشرك، قَالَ الله جل وعلا فِي قِصَّة موسى
مَعَ القبطي: ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ
ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ فَوَكَزَهُۥ مُوسَىٰ﴾ [القَصَص: 15]، فالاستغاثة بالحي الحَاضِر فِيمَا يقدر
عَلَيْهِ لَيْسَت بشرك؛ بل هَذَا أخذ بالأسباب وَفِيهَا تعاون بَين النَّاس وإنقاذ
للعبد من الخَطَر، وهذه محمودة، أنك تُغيث إنسانًا وقع فِي مهلكة، أو فِي خطر،
وأنت تقدر عَلَى إنقاذه من الغَرَق، أو من الحَرِيق، أو من العَدُوّ، أو من السّبع،
فَهَذَا جَائِز، وَهَذَا مأمور به شرعًا.
أَمَّا
ما نَحْنُ فيه فإن الَّذِي نردُّه الاستغاثة بالأموات، أو بالأحياء الَّذِينَ لا
يقدرون عَلَى إغاثة من استغاث بهم، فَهَذَا الَّذِي نعنيه، أَمَّا إنكم تلبسون فِي
قِصَّة المَوْقِف يَوْم القِيَامَة فَهَذَا شَيْء وَمَا أنتم عَلَيْهِ شَيْء آخر،
بينهما فرق، وَهَكَذَا أهل الضَّلاَل لا يعتمدون إلاَّ عَلَى التلبيس والكذب
والتدجيل؛ لأَِنَّهُم لَيْسَ عِنْدَهُم حجج شرعية، ففرق بَين الاستغاثة بالميت
الَّذِي لا يقدر، والاستغاثة بالحي الَّذِي لا يقدر، وبين الاستغاثة بالحي القَادِر
فِيمَا يقدر عَلَيْهِ، لا يلتبس هَذَا بِهَذَا.
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد