فإن قلت: القبوريُّون وغيرُهم من الَّذِينَ
يعتقدون فِي فسقة النَّاس وجُهالهم من الأَحْيَاء يَقُولُونَ: نَحْنُ لا نعبد
هَؤُلاَءِ، ولا نعبد إلاَّ الله وحده، ولا نصلي لَهُم، ولا نصوم ولا نحجُّ.
****
أُمُور
المُسْلِمِينَ، فَجَاءَ فِي الحَدِيث أَنَّهُم شَرُّ قَتْلَى وأنهم كِلاَبُ
النَّارِ ([1])،
مَعَ أَنَّهُم يعبدون الله عبَادَة عَظِيمَة.
هَذِهِ
شُبْهَة من شبه القبوريين، وَهِيَ أَنَّهُم يَقُولُونَ: نَحْنُ لا نعتقد فِي
هَؤُلاَءِ الأَشْخَاص أَحْيَاءً أو أمواتًا، الَّذِينَ نعظمهم ونتبرك بهم ونمارس
عِنْدَ قبورهم، أو عِنْدَهُم إن كَانُوا أَحْيَاء شَيْئًا من مظاهر العِبَادَة،
نَحْنُ لا نعتقد فِيهِم أَنَّهُم ينفعون أو يضرون، لا نعتقد هَذَا؛ لأن هَذَا أمر
لا يقدر عَلَيْهِ إلاَّ الله، إِذًا فما مرادهم بممارستهم هَذِهِ؟ قَالُوا:
مُجَرَّد أَنَّهُم وسائط بَيْننَا وبين الله، يتوسطون لَنَا فِي قَضَاء حوائجنا
عِنْدَ الله؛ لأن لَهُم مكانة، وَلَهُم مَنْزِلَة.
فيُقال
لَهُم: أولاً أنتم معترفون بأن هَؤُلاَءِ فسقة وأنهم لا يصلون، وأنهم يمارسون
الفَوَاحِش، فَكَيْفَ تقولون: أَنَّهُم صالحون وَلَهُم مكانة عِنْدَ الله؟
قَالُوا: هَؤُلاَءِ وصلوا إِلَى مرتبة سقطت عَنْهُم التكاليف بِالعِبَادَةِ
خَاصَّة الأَوْلِيَاء، فالتكاليف إِنَّمَا هِيَ عَلَى منْ لم يصل إِلَى الله،
أَمَّا هَؤُلاَءِ فقد وصلوا إِلَى الله وليسوا بِحَاجَة إِلَى العِبَادَة، هَذَا
فِي حَقّ الأَحْيَاء.
أَمَّا فِي حَقّ الأَمْوَات فيقولون: هَؤُلاَءِ يقربوننا إِلَى الله زُلْفَى.
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد