×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

الإِيمَان بما جَاءَت به الرُّسُل إلاَّ بتركه وَالتَّوْبَة مِنْهُ، وإفراد التَّوْحِيد اعْتِقَادًا وعملاً لله وحده.

وَهَذَا واجبٌ عَلَى العُلَمَاء - أي: بَيَان أنَّ ذَلِكَ الاِعْتِقَاد الَّذِي تفرَّعت عَنْهُ النذور والنحائر والطواف بالقبور شركٌ محرَّم وأنَّه عينُ ما كَانَ يفعله المُشْرِكُونَ لأصنامهم - فَإِذَا أَبَانَ العُلَمَاء ذَلِكَ للأئمَّة والملوك، وجب عَلَى الأَئِمَّة والملوك بعثُ دعاة إِلَى النَّاس يدعونهم إِلَى إِخْلاَص التَّوْحِيد لله، فمن رجع وأقرَّ حقن عَلَيْهِ دمه وماله وذراريه، ومن أصرَّ فقد أَبَاحَ الله مِنْهُ ما أَبَاحَ لرسوله صلى الله عليه وسلم من المشركين.

****

 الرَّسُول صلى الله عليه وسلم، أنه كَانَ يَدْعُو ويوصي القادة أن يبدؤوا النَّاس بالدعوة، فإن أبوا أن يقبلوها قاتلوهم، وَلَيْسَ هَذَا قَوْل طائفة مِنْ أَهْلِ العِلْم، بل هَذَا قَوْل جَمِيع أهل العِلْم.

قَوْله: «وَهَذَا واجبٌ عَلَى العُلَمَاء»؛ أي: وَهَذَا الَّذِي فعله الشَّيْخ مُحَمَّد بْن عبد الوهاب رحمه الله حَيْثُ لم يقاتل النَّاس عَلَى الفَوْر، بل دعاهم إِلَى التَّوْحِيد، وكتب الرسائل إِلَيْهِمْ وبلَّغهم، فَلَمَّا أبوا قاتلهم، وأيضًا هُم اعتدوا عَلَى الشَّيْخ وَعَلَى أَتْبَاعه، وبدؤوا الشَّيْخ وتلاميذه بِالقِتَالِ.

فَهَذَا واجب عَلَيْكُم معشر العُلَمَاء أن تقوموا به، ولا تبرأ ذِمَّتكُم إلاَّ أن تقوموا بِهَذَا، لَكِن تقوموا به بالحكمة والموعظة الحَسَنَة، والجدال بالتي هِيَ أحْسن.


الشرح