قلتُ: أَمَّا المتسمُّون بالمجاذيب الَّذِينَ
يلوكون لفظ الجَلاَلَة
بِأَفْوَاهِهِم،
ويقولونها بِأَلْسِنَتِهِم، ويخرجونها عَن لفظها العَرَبِيّ، فهم مِن أَجْنَاد
إِبْلِيس اللعين، ومِن أعظم حُمُر الكون الَّذِينَ ألبستهم الشَّيَاطِين حُلَل
التلبيس والتزيين، فإنَّ إطلاقَ الجَلاَلَة مُنْفَرِدًا عَن أَخْبَار عَنْهَا
بقولهم: «الله الله» لَيْسَ بِكَلاَم ولا تَوْحِيد، وَإِنَّمَا هُوَ تلاعبٌ
بِهَذَا اللَّفْظ الشَّرِيف، بإخراجه عَن لفظه العَرَبِيّ، ثُمَّ إخلائه عَن
مَعْنى من المعاني، ولو أنَّ رجلاً عظيمًا صالحًا يُسَمَّى بزيد وَصَارَ جَمَاعَة
يَقُولُونَ: «زَيْد زَيْد» لَعَدَّ ذَلِكَ اسْتِهْزَاء وإهانةً وسُخرية، ولا سيما
إِذا زَادَ ذَلِكَ تحريفَ اللَّفْظ.
****
تجري
عَلَى يَد سحرة، أو عَلَى يَد كفرة، أو عَلَى يَد زَنَادِقَة فَهِيَ خوارق شيطانية
لا يُغتر بها.
قَوْله:
«فإن قلتَ: قَد يتَّفق للأحياء أو للأموات
اتِّصَال جَمَاعَة بهم، يفعلون خوارق من الأفعال يتَسمَّون بالمجاذيب»؛
المجذوب مَنْ لَيْسَ لَهُ عقل، يَقُولُونَ: هُوَ لَيْسَ لَهُ عقل؛ لأنه ولي من أولياء
الله.
قَوْله:
«فما حكم ما يأتون به من تِلْكَ الأُمُور؟
فَإِنَّهَا مِمَّا جلبت القلوب إِلَى الاِعْتِقَاد بها»؛ هَذِهِ شُبْهَة خطيرة
- وَالعِيَاذُ بالله - ضَلّ بها الكثير من النَّاس، وهذه قَد تَكُون أشدَّ من
البِنَاء عَلَى القبور.
قَوْله:
«قلتُ: أَمَّا المتسمُّون بالمجاذيب
الَّذِينَ يلوكون لفظ الجَلاَلَة
«بِأَفْوَاهِهِم»؛
من أَعْمَالهم الخَبِيثَة الذّكر الَّذِي يَقُولُونَهُ؛ فهم لا يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، بل
يَقُولُونَ: الله الله! وَبَعْضهم لا يقول:
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد