وَالتَّحْقِيق: أنَّ لإبليسَ وجنوده من الجِنّ
والإنس أعظمَ العناية فِي إضلال العباد، وَقَد مكَّن الله إِبْلِيس من الدُّخُول
فِي الأَبْدَان والوسوسة فِي الصُّدُور والتقام القلب بخرطومه، وَكَذَلِكَ يدخل
أَجْوَاف الأَصْنَام ويُلقي الكَلاَم فِي أسماع الأقوام، ومثله يَصنعه فِي
عَقَائِد القبورييِّن،
****
قَوْله:
«وتشييدٌ لأركان الأَصْنَام»؛ أي: رفع
لأركان الأَصْنَام بِحَيْثُ يُقَال: إنها حَقّ لأَِنَّهَا تُقضى عِنْدَهَا
الحَوَائِج.
قَوْله:
«وَالتَّحْقِيق»، انتبه فَهَذَا ردُّ
هَذِهِ الشُّبْهَة الخَبِيثَة.
قَوْله:
«أنَّ لإبليسَ وجنوده من الجِنّ والإنس
أعظمَ العناية فِي إضلال العباد»؛ ولا سيما عِنْدَ هَذِهِ الأَصْنَام والقبور،
فَالشَّيَاطِين تريد إغواء بني آدَم بِأَيّ وسيلة أو حملهم عَلَى المعاصي إن
كَانُوا مؤمنين موحدين فتحملهم عَلَى المعاصي الَّتِي دون الشِّرْك، وإن كَانُوا
مشركين تشجعهم عَلَى الشِّرْك، فَهِيَ لا تفتأ تغوي بني آدَم، كما ذكر إمامهم
وقائدهم إِبْلِيس: ﴿ثُمَّ
لَأٓتِيَنَّهُم مِّنۢ بَيۡنِ أَيۡدِيهِمۡ وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ وَعَنۡ أَيۡمَٰنِهِمۡ
وَعَن شَمَآئِلِهِمۡۖ وَلَا تَجِدُ أَكۡثَرَهُمۡ شَٰكِرِينَ﴾ [الأَعْرَاف: 17]، فَهُوَ يأتي من كل طَرِيق،
وَإِبْلِيس لَهُ جنود حَتَّى من الإِنْس، فدعاة الضَّلاَل هُم جنود إِبْلِيس من
الإِنْس، والله جل وعلا يَقُول: ﴿وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا
شَيَٰطِينَ ٱلۡإِنسِ وَٱلۡجِنِّ﴾
[الأَنْعَام: 112]، فجعل من الإِنْس شَيَاطِين كما جعل من الجِنّ شَيَاطِين،
ويقال: إِذا ذكرت الله طار شيطان الجِنّ، أَمَّا إِذا ذكرت الله عِنْدَ شيطان
الإِنْس فَهُوَ يذكر الله عِشْرِينَ مَرَّة أو أَكْثَر مِنْك، ويسبح ويهلل!
فخطورته أشد.
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد