فإنه قَد أَشْرَكَ مَعَهُ غَيْرَهُ، واعتَقَدَ ما
لا يَحِلُّ اعْتِقَادُهُ، كما اعتَقَدَ المُشْرِكُونَ فِي الأَوْثَان، فَضْلاً
عَمَّنْ يَنذِر بماله وَوَلَدِه لميت أو حيٍّ، أو يَطلُب من ذَلِكَ المَيِّت ما لا
يُطلب إلاَّ من الله تَعَالَى مِن الحَاجَات،
****
قَوْله:
«فإنه قَد أَشْرَكَ مَعَهُ غَيره»؛
هَذَا يرجع إِلَى قَوْله: فإن من
اعتقد فِي شجرٍ أو حجرٍ أو نَبِيّ أو وليٍّ أنه يضر أو ينفع فإنه قَد أشرك بالله
الشِّرْك الأَكْبَر.
قَوْله:
«كما اعتَقَدَ المُشْرِكُونَ فِي
الأَوْثَان»؛ فَلاَ فرق بَين من اعتقد فِي الأَوْثَان والأصنام ومن يعتقد فِي
الأَوْلِيَاء والصالحين، لا فرق؛ لأن المشركين فِي الجَاهِلِيَّة كَانُوا يعبدون
الملائكة، ويعبدون عيسى، ويعبدون عزيرًا، ويعبدون الأَنْبِيَاء والصالحين، فلم
ينفعهم ذَلِكَ، فَلاَ فرق بَين من يَدْعُو نبيًّا أو وليًّا أو رجلاً صالحًا، وبين
من يَدْعُو الأَصْنَام والأشجار والأحجار، فكلها دعوة لغير الله عز وجل، فلو قرأتم
كِتَاب «كشف الشُّبُهَات» لِلشَّيْخِ
مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ رحمه الله لتبين لكم الرَّدّ عَلَى هَذِهِ
الشُّبُهَات.
قَوْله:
«أو يَطلُب من ذَلِكَ المَيِّت ما لا
يُطلب إلاَّ من الله تَعَالَى من الحَاجَات»؛ كشفاء المرض، وإنزال المطر،
فَهَذَا لا يقدر عَلَيْهِ إلاَّ الله عز وجل.
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد