·
الأَصْل الرَّابِع:
أن المشركين
الَّذِينَ بَعَثَ اللهُ الرُّسُلَ إِلَيْهِمْ مُقِرُّون بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى
خالقهم: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ
خَلَقَهُمۡ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُۖ﴾ [الزُّخْرُف: 87]، وأنه الَّذِي خَلَقَ
السَّمَوَات وَالأَرْض: ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُم﴾ [الزُّخْرُف: 9]، وبأنه الرَّزَّاق الَّذِي
يُخرِج الحَيَّ من المَيِّتِ ويُخرِج المَيِّتَ من الحَيِّ، وأنه الَّذِي يدبِّر
الأَمْر من السَّمَاء
****
قَوْله:
«أن المشركين الَّذِينَ بَعَثَ اللهُ
الرُّسُلَ إِلَيْهِمْ مُقِرُّون بِأَنَّ اللهَ تَعَالَى خالقهم» هَذَا سَبَقَ،
وَلَكِنَّهُ تأكيد.
وَقَوْله
تَعَالَى: ﴿وَلَئِن
سَأَلۡتَهُم﴾؛ أي: المشركين، ﴿وَلَئِن سَأَلۡتَهُم مَّنۡ
خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡعَلِيمُ﴾
[الزُّخْرُف: 9]،﴿ٱلۡعَزِيزُ﴾؛
يَعْنِي: القَوِيّ الَّذِي لا يُعجزه شَيْءٌ،﴿ٱلۡعَلِيمُ﴾:
العَلِيم كيف يَخلق، فَهُوَ بكل خَلقٍ عليم سبحانه وتعالى.
قَوْله:
«وبأنه الرَّزَّاق» فَلاَ أَحَد يَرزق
غير الله؛ ﴿قُلۡ
مَن يَرۡزُقُكُم مِّنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾
[يُونُس: 31]، فَلاَ أَحَد يَرزق من السَّمَاء ولا الأَرْض إلاَّ الله؛ ﴿أَمَّنۡ هَٰذَا
ٱلَّذِي يَرۡزُقُكُمۡ إِنۡ أَمۡسَكَ رِزۡقَهُۥۚ﴾
[الملْك: 21] لو أَمسَكَ الله رِزْقَه فَلاَ أَحَد يَرزق أَبَدًا، الله هُوَ
الَّذِي يَرزُق.
قَوْله:
«الَّذِي يُخرج الحَيّ من المَيِّت» يُخرِج
المؤمن من الكَافِر، ويُخرِج الزَّرْع من الحَبَّة اليابسة الميتة؛ ﴿إِنَّ ٱللَّهَ
فَالِقُ ٱلۡحَبِّ وَٱلنَّوَىٰۖ﴾
[الأَنْعَام: 95]، فالنواة يابسة إِذا غَرَسْتَهَا طَلَعَ نخل حيٌّ، فَهُوَ
الَّذِي يُخرِج الحَيَّ من المَيِّت، وَكَذَا المسلم يُخرِجه من الكَافِر، وَكَذَا
يُخرِج الدَّجَاجَة من البَيْضَة.
الصفحة 1 / 231