×
سبيل الرشاد في شرح تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد

لَم ينفع اليهودَ قَوْلهَا؛ لِإِنْكَارِهِم بَعْض الأَنْبِيَاء.

وَكَذَلِكَ مَن جعل غير مَن أرْسلهُ الله نبيًّا، لم تنفعه كَلِمَة الشَّهَادَة، ألا تَرَى أن بني حَنِيفة كَانُوا يشهدون أن لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ وأن مُحَمَّدًا رَسُول الله، ويُصَلُّون، وَلَكِن قَالُوا: إنَّ مُسيلمة نَبِيّ، فقاتلهم الصَّحَابَة وسَبَوْهُم،

****

قَوْله: «لَم ينفع اليهودَ قَوْلهَا؛ لِإِنْكَارِهِم بَعْض الأَنْبِيَاء»؛ فاليهود يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، وَلَكِنَّهُم كُفَّار لِمَاذَا؟ لأَِنَّهُم جحدوا بَعْض الأَنْبِيَاء وَلَمْ يؤمنوا بهم، فلم يؤمنوا بعيسى عليه السلام، وَلَمْ يؤمنوا بِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، ومن جحد نبوة واحد من الأَنْبِيَاء فَهُوَ كافر، وإن كَاَنْ يَقُولَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، مِثْل اليهود، فَلَيْسَ المَقْصُود هُوَ قَوْل: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» فَقَط، وتفعل ما تشاء، بل تتقيد بها.

قَوْله: «وَكَذَلِكَ مَن جعل غير مَن أرْسلهُ الله نبيًّا، لم تنفعه كَلِمَة الشَّهَادَة»؛ مَنْ جحد نبيًّا فَهُوَ كافر وإن كَاَنْ يَقُولَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» كحالة اليهود والنصارى، ومن زَادَ نبيًّا لم يرسله الله فَهُوَ كافر أَيْضًا مثل أَتْبَاع مسيلمة الَّذِينَ جعلوا مسيلمة نبيًّا، وشهدوا لَهُ وقاتلوا مَعَهُ، وهم يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، بل هُم يَقُولُونَ: «مُحَمَّد رَسُول الله»، وَلَكِن أشركوا مَعَهُ فِي الرِّسَالَة مسيلمة، وَكَذَلِكَ مِنْ أَهْلِ اليَمَن مَنْ قَالُوا بنبوة الأسود العَنسِيّ الَّذِي ادَّعى النبوة فِي آخر حياة النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، وهم يَقُولُونَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، وَلَكِن لما زَادُوا نبيًّا من عِنْدَهُم كفروا بِذَلِكَ، وَكَذَلِكَ مَنْ يَقُولُونَ الآنَ: أن أَحْمَد القادياني نَبِيّ، فهم كُفَّار بِإِجْمَاع المُسْلِمِينَ، والقاديانية يصلون ويصومون ويبنون المَسَاجِد،


الشرح