وفي غَيره من كتب الحَدِيث والسير.
وَقَد وقع إِجْمَاع
الأمَّة عَلَى أنَّ مَن أنكر البَعْث كَفَر وقُتِل، ولو قَالَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللهُ»، فَكَيْفَ مَنْ يجعل لله ندًّا؟!
فإن قلتَ: قَد
أنكر صلى الله عليه وسلم عَلَى أسامة قَتله لِمنَ قَالَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ
اللهُ»، كما هُوَ مَعْرُوف فِي كتب الحَدِيث والسير.
قلتُ: لا شكَّ
أنَّ مَن قَالَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ» من الكُفَّار حَقَنَ دمَه ومالَه حَتَّى
يتبيَّن مِنْهُ ما يُخالف ما قاله؛.
****
قَوْله:
«وَالقِصَّة فِي «فتح البَارِي»؛ أي:
القِصَّة ذكرهَا الإِمَام الحَافِظ ابْن حجر فِي «فتح البَارِي».
قَوْله:
«وفي غَيره من كتب الحَدِيث والسير»؛
أي: القِصَّة مذكورة فِي غير «فتح
البَارِي» من كتب الحَدِيث فِي شَأْن الخَوَارِج وَمَا فعله عَلِيّ رضي الله
عنه مَعَ غلاتهم، وفي كتب السّير والتواريخ مِثْل: تَارِيخ ابْن كَثِير، وَتَارِيخ
ابْن جرير، وَتَارِيخ الذَّهَبِيّ.
قَوْله:
«وَقَد وقع إِجْمَاع الأمَّة عَلَى أنَّ
مَن أنكر البَعْث كَفَر وقُتِل»؛ مَنْ أنكر البَعْث قُتل؛ لأنه كافر، قَالَ
الله جل وعلا: ﴿زَعَمَ
ٱلَّذِينَ كَفَرُوٓاْ أَن لَّن يُبۡعَثُواْۚ﴾
[التَّغَابُن: 7]، فوصفهم بالكفر؛ لأَِنَّهُم زَعَمُوا أن لن يُبعثوا، فَدَلَّ
عَلَى أن مَنْ أنكر البَعْث يكفر ولو كَاَنْ يَقُولَ: «لاَ إِلَهَ إلاَّ اللهُ»، فَإِذَا كَانَ مَنْ أنكر البَعْث يكفر
ويُقتل فَكَيْفَ بمن يستغيث بِغَيْر الله من الأَمْوَات والأولياء والصالحين،
ويذبح لَهُم، ويحجُّ لَهُم ولقبورهم ويعكف عِنْدَهَا، كما لا يخفى من مظاهر
الشِّرْك الآنَ عِنْدَ الأضرحة؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد