ومن نادى الله ليلاً ونهارًا وسرًّا وجهارًا
وخوفًا وطمعًا، ثُمَّ نادى مَعَهُ غَيره فقد أشرك فِي العِبَادَة، فإنَّ الدُّعَاء
من العِبَادَة، وَقَد سَمَّاهُ الله تَعَالَى عبَادَة فِي قَوْله تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي
سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ بعد قوله: ﴿ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ﴾ [غَافِر: 60] فإن
قلت: فَإِذَا كَانُوا مشركين وجب جهادُهم والسلوك فِيهِم ما سلك رَسُول الله صلى
الله عليه وسلم فِي المشركين.
قلتُ: إِلَى هَذَا
ذَهَب طائفةٌ من أَئِمَّة العِلْم، فَقَالُوا: يَجِب أوَّلاً دُعَاؤُهُم إِلَى
التَّوْحِيد، وإبانةُ أنَّ ما يعتقدونه ينفعُ ويضرُّ لا يغني عَنْهُم من الله
شَيْئًا وأنَّهم أمثالهم، وأنَّ هَذَا الاِعْتِقَاد مِنْهُمْ فِيهِم شركٌ، لا يتم.
****
قَوْله:
«ومن نادى الله ليلاً ونهارًا وسرًّا
وجهارًا وخوفًا وطمعًا، ثُمَّ نادى مَعَهُ غَيره فقد أشرك فِي العِبَادَة»؛
أي: مَنْ نادى الله وَدَعَا الله، وتضرع إِلَى الله ليلاً ونهارًا، ثُمَّ دَعَا
مَعَهُ غَيره فقد أشرك فِي العِبَادَة؛ حَيْثُ أشرك فِي الدُّعَاء؛ لأن الدُّعَاء
أعظم أنواع العِبَادَة.
قَالَ
الله جل وعلا: ﴿وَقَالَ
رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ
عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾
[غَافِر: 60]؛ أي: عَن دُعَائي، فسمى الدُّعَاء عبَادَة، فمن دَعَا غير الله فقد
عبد غير الله.
قَوْله:
«فإن قلت: فَإِذَا كَانُوا مشركين وجَب
جهادُهم، والسلوك فِيهِم ما سلك رَسُول الله صلى الله عليه وسلم فِي المشركين:
قلتُ: إِلَى هَذَا ذَهَب طائفةٌ من أَئِمَّة العِلْم»، لَيْسَت طائفة فَقَط،
بل إِلَى هَذَا ذَهَب جَمِيع أهل العِلْم: أن من أصرَّ عَلَى الشِّرْك وَلَمْ يقبل
الدَّعْوَة فإنه يُقاتل، وهذه سُنَّة
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد