·
الأَصْل الثَّالِث:
أن التَّوْحِيد
قِسْمَانِ:
****
قَوْله:
«أن التَّوْحِيد قِسْمَانِ»؛
التَّوْحِيد عَلَى سَبِيل الإجمال قِسْمَانِ: تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة وتوحيد
الألوهية؛ لأن تَوْحِيد الأَسْمَاء والصفات يَدخل فِي تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة؛
وَلِذَلِكَ صَارَ التَّوْحِيد عَلَى سَبِيل الإجمال قِسْمَيْنِ، أَمَّا عَلَى
سَبِيل التَّفْصِيل فَهُوَ ثَلاَثَة أَقْسَام: تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة، وتوحيد
الألوهية، وتوحيد الأَسْمَاء والصفات.
وَذَلِكَ
لَمَّا كَثُرَ الإِلْحَاد فِي الأَسْمَاء والصفات من الجَهْمِيَّة والمعتزلة وممن
يَجحَدون الصِّفَات ويُؤَوِّلُونها، احْتَاجَ إِلَى أن يُفرَد بقسمٍ مُسْتَقِلٍّ
عَن تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة، فَصَارَ تَوْحِيد الأَسْمَاء والصفات قِسمًا
مستقِّلاً.
ومِن
جُهَّال النَّاس والكُتَّاب من يَقُول: إن تَقْسِيم التَّوْحِيد عَلَى ثَلاَثَة
أَقْسَام تثليثٌ، وهذه عَقِيدَة المثلِّثة؛ يَعْنِي تُشبِه عَقِيدَة النصارى،
فالتوحيد قسمٌ واحد - هَكَذَا قَالُوا - وَهُوَ تَوْحِيد الرُّبُوبِيَّة فَقَط،
ويردِّدون هَذَا ويَكتُبُونه؛ أن التَّوْحِيد قسمٌ واحدٌ وتقسيمه إِلَى ثَلاَثَة
أَقْسَام تثليثٌ!
وَمِنْهُم
من يَزِيد عَلَى الثَّلاَثَة، ويقول: التَّوْحِيد أَرْبَعَة أنواع: تَوْحِيد
الرُّبُوبِيَّة، وتوحيد الألوهية، وتوحيد الأَسْمَاء والصفات، وتوحيد الاتِّبَاع؛
أي: الاتِّبَاع لِلرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم.
وَمِنْهُم
من يَقُول: تَوْحِيد الألوهية مَعْنَاه أن لا حاكم إلاَّ الله، ويُسَمُّونه
تَوْحِيد الحاكمية، مَعَ أن الحاكمية دَاخِلَةٌ فِي تَوْحِيد الألوهية، ولا تحتاج
أن تُفرَد بقسمٍ مُسْتَقِلٍّ، وهذه أَقْوَال مخترَعةٌ جديدةٌ لا يعوَّل عَلَيْهَا،
بل التَّوْحِيد ثَلاَثَة أنواع عَلَى سَبِيل التَّفْصِيل:
الصفحة 1 / 231