وَمِنْهُم
من يَعبُد المسيح، وَمِنْهُم من يَعبُد الكواكب، ويهتف بها عِنْدَ الشَّدَائِد.
****
لأن
هَذَا بَاب إِلَى الشِّرْك، ووسيلة إِلَيْهِ، وَلاَ سِيَّمَا صُوَر المُعظَّمين،
فَإِذَا بَقِيَت وحُوفِظ عَلَيْهَا جَاءَ مَن يَعبُدها بعد ذَلِكَ، وَهُنَاكَ من
يَقُول: نَحْنُ نَعرف التَّوْحِيد الآنَ وَلَيْسَ علينا خطرٌ، وهذه آثَارُ
الأوائل، فِيهَا تذكار لِلنَّاسِ، وَنَحْنُ لا يمكن أن نَعبدها. نَقُول لَهُ:
أولاً:
الإِنْسَان لا يُزَكِّي نفسه، ولا يَقُول: لا يمكن.
ثَانِيًا:
لو ما عَبَدْتَها أَنْتَ، فقد يأتي من يَعبدها بعدَكَ وَتَكُون أَنْتَ السَّبَب
فِي وجودها، فَيَجِب إِتْلاَف الصُّوَر، وَلاَ سِيَّمَا التَّمَاثِيل المنحوتة،
والمبنية، فَيَجِب إِتْلاَفهَا وَعَدَم إبقائها، وَلاَ يَجُوز البَحْث عَن
الأَصْنَام، بل يَجِب تكسير الأَصْنَام وإتلافها، وَلاَ يَجُوز البَحْث عَنْهَا
والتنقيب عَنْهَا؛ لأن هَذَا هُوَ أساس الشِّرْك، وَشَيَاطِين الإِنْس والجن
يحاوِلون طَمْسَ العَقِيدَة بِهَذِهِ الطَّرِيقَة.
قَوْله:
«ثُمَّ زَادَ الأَمَد طولاً فعَبَدوا
الأحجار»؛ أي: عَبَدُوا الأحجارَ الَّتِي عَلَى صُوَر الصَّالِحِينَ.
قَوْله: «وَمِنْهُم من يعبد المسيح...»، فَمِنْهُم من عَبَدَ الصَّالِحِينَ، وَمِنْهُم من عَبَدَ الملائكة، وَمِنْهُم من عَبَدَ الأَوْلِيَاء الصَّالِحِينَ، وَمِنْهُم من عَبَدَ المسيح، فالشرك لَيْسَ مقتصرًا عَلَى عبَادَة الأَصْنَام، وَمِنْهُم من يَعبُد القبور والأضرحة، وكل عبَادَة لغير الله فَهِيَ شركٌ، وكل ما عُبد من دون الله فَهُوَ وثنٌ؛ وَلِهَذَا قَالَ صلى الله عليه وسلم: «اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ» ([1])، فسَمَّى القبر الَّذِي يُعبد: وثنًا.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد