قلتُ: هَذَا تلبيس؛ فإنَّ الاستغاثة بالمخلوقين
الأَحْيَاء فِيمَا يقدرون عَلَيْهِ لا يُنكِرها أَحَد، وَقَد قَالَ الله تَعَالَى
فِي قِصَّة موسى عليه السلام مَعَ الإسرائيلي والقبطي: ﴿فَٱسۡتَغَٰثَهُ
ٱلَّذِي مِن شِيعَتِهِۦ عَلَى ٱلَّذِي مِنۡ عَدُوِّهِۦ﴾ [القَصَص: 15]،
وَإِنَّمَا الكَلاَم فِي استغاثة القبوريِّين وغيرهم بأوليائهم، وطلبهم مِنْهُمْ
أمورًا لا يقدر عَلَيْهَا إلاَّ الله تَعَالَى، من عافية المريض وَغَيرهَا، بل
أعجبُ من هَذَا أنَّ القبوريَّين وغيرهم من الأَحْيَاء من أَتْبَاع من يعتقدون فيه
قَد يجعلون لَهُ حصَّة من الوَلَد إن عاش، وَيَشْتَرُونَ مِنْهُ الحَمْل فِي بطن
أمِّه ليعيش لَهُم! ويأتون بمنكرات ما بلغ إِلَيْهَا المُشْرِكُونَ الأَوَّلُونَ.
****
قَوْله:
«فَهَذَا دَلِيل عَلَى أنَّ الاستغاثة
بِغَيْر الله لَيْسَت بمنكر»، هَذَا من التلبيس عَلَى النَّاس، وانظر
الإِجَابَة فِيمَا يأتي.
قَوْله:
«قلتُ: هَذَا تلبيس؛ فإنَّ الاستغاثة
بالمخلوقين الأَحْيَاء فِيمَا يقدرون عَلَيْهِ لا يُنكِرها أَحَد...».
هَذِهِ
إِجَابَة عَلَى بَعْض شبهات القبوريين الَّذِينَ يستغيثون بالأموات ويندبونهم،
فكما ذَكَرنَا سابقًا أن الشَّيْخ الإِمَام مُحَمَّد بْن عَبْدِ الوَهَّابِ رحمه
الله لَهُ رسالة فِي هَذَا الموضوع؛ فِي رد شبهات القبوريين اسمها «كشف الشُّبُهَات»؛ يَعْنِي: الشُّبُهَات
الَّتِي يتعلق بها القبوريون والخرافيون، أَتَى عَلَيْهَا وَاحِدَة وَاحِدَة،
وأجاب عَنْهَا، والإمام الصَّنْعَانِيّ حذا حذوه فِي هَذِهِ الرِّسَالَة المباركة،
واستعرض أهم شبهات القبوريين ورد عَلَيْهَا، ومن ذَلِكَ هَذِهِ الشُّبْهَة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد