فإن
قلتَ: هَذِهِ النذورُ والنحائرُ ما حكمها؟
قلتُ: قَد علم
كلُّ عاقل أنَّ الأَمْوَال عزيزةٌ عِنْدَ أهلها، يسعون فِي جمعها ولو بارتكاب كلِّ
مَعْصِيَة، ويقطعون الفيافي من أَدْنَى الأَرْض والأقاصي، فَلاَ يبذلُ أَحَد من
ماله شَيْئًا إلاَّ مُعْتَقدًا لجلب نفعٍ أَكْثَر مِنْهُ أو دفع ضَرَر، فالنَّاذرُ
للقبر ما أخْرج ماله إلاَّ بِذَلِكَ، وَهَذَا اعْتِقَاد بَاطِل،...
****
قَوْله:
«اعْتِقَادًا»؛ بقلبه، «وقولاً» بِلِسَانِهِ، «وفعلاً»؛ بجوارحه.
انتهت
هَذِهِ الشُّبْهَة، والحمد لله، وبطلت واحترقت.
قَوْله:
«فإن قلتَ: هَذِهِ النذورُ والنحائرُ ما
حكمها؟»؛ هَل هِيَ جَائِزَة أو غير جَائِزَة، والجواب سيذكره المُؤَلِّف رحمه
الله فِي قَوْله: «قلتُ: قَد علم كلُّ عاقل أنَّ الأَمْوَال
عزيزةٌ عِنْدَ أهلها، يسعون فِي جمعها ولو بارتكاب كلِّ مَعْصِيَة»؛ حب المَال
غريزة، قَالَ تَعَالَى: ﴿إِنَّ ٱلۡإِنسَٰنَ
لِرَبِّهِۦ لَكَنُودٞ ٦وَإِنَّهُۥ عَلَىٰ ذَٰلِكَ لَشَهِيدٞ ٧وَإِنَّهُۥ لِحُبِّ ٱلۡخَيۡرِ
لَشَدِيدٌ ٨﴾ [العَادِيَات: 6- 8] المراد
بالخير: المَال، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا﴾ [الفَجْر: 20]؛ أي: كَثِيرًا، فحب المَال غريزة عِنْدَ
الإِنْسَان؛ وَلِهَذَا يبذل كل ما يستطيع فِي تحصيله، ولو بالحرام وقتل النُّفُوس،
ولو بِفِعْل الفَوَاحِش كالزنا، وغير ذَلِكَ.
قَوْله:
«ويقطعون الفيافي من أَدْنَى الأَرْض
والأقاصي»؛ أي: يُتْعبون أنفسهم ويتعرضون للأخطار فِي الأسْفَار البَعِيدَة؛
طلبًا للمال.
قَوْله:
«فَلاَ يبذلُ أَحَد من ماله شَيْئًا»؛
نذرًا أو ذَبْحًا أو غير ذَلِكَ عِنْدَ القبور.
الصفحة 1 / 231
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد